تنقضي اليوم 10 دجنبر 2021 سنة كاملة عن الإعلان الرئاسي الصادر عن دونالد ترامب القاضي باعتراف أمريكا بشرعية السيادة المغربية على الصحراء. وعلى امتداد السنة الماضية، جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات الدبلوماسية للمغرب، أهمها استئناف العلاقات مع إسرائيل، واعتماد الاعتراف الأمريكي مرجعا أساسيا في تدبير قضية الصحراء في مختلف المحطات الدولية. وفي مقابل تخوفات بشأن إمكانية تغيير إدارة الرئيس جو بايدن قرار ترامب، تمضي العلاقات المغربية الأمريكية نحو مزيد من القوة، خصوصا مع زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب وتوالي لقاءات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بالخارجية الأمريكية. ويراهن المغرب على قوة الاعتراف الأمريكي على المستوى الدبلوماسي والسياسي بصحرائه، بالنظر إلى تشعب علاقات واشنطن الخارجية وتأثيرها في مواقف العديد من بلدان العالم. حدث بارز مصطفى السحيمي، محلل سياسي، اعتبر أن الاتفاق الثلاثي بين الرباط وتل أبيب واشنطن كان حدثا سياسيا بارزا، مشيرا إلى أنه على امتداد قضية الصحراء المغربية، يمكن اعتبار المسيرة الخضراء والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أهم نقطتين في تاريخ المسار الترافعي للديبلوماسية المغربية. وأضاف السحيمي، في تصريح لهسبريس، أن الأمر يستمد قوته من كون أمريكا قوة عالمية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، مسجلا أن الملف يتجه نحو الإغلاق دبلوماسيا على الصعيد الدولي. وأردف بأن قضية الصحراء الآن تطرح بشكل جديد على الصعيد الدولي، معتبرا أن الاعتراف يلامس الاتحاد الأوروبي ودولا مثل فرنسا وإسبانيا، وكذلك البرلمان الأوروبي ببعض مجموعاته المعادية للمغرب. ويمتد الاعتراف ليلامس مواقف الاتحاد الإفريقي، وبعض الدول المعادية مثل نيجيرياوجنوب إفريقيا وأنغولا، يورد السحيمي، مسجلا أنه رغم كافة تدخلات الجزائر، إلا أن بايدن لم يغير من مضامين الاتفاق. ورغم الانتصارات المحققة، شدد المحلل السياسي ذاته على أن "التعبئة ومواصلة العمل ضروريان على مستوى الخارجية من أجل وضع الجزائر بالدرجة الأولى أمام مسؤوليتها التاريخية". قرار دولة ادريس الكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، اعتبر أن مرسوم ترامب يأتي في سياق علاقات تاريخية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، ولم يكن على الإطلاق من باب المجاملة. وقال الكريني، في تصريح لهسبريس، إن "أمريكا تفهمت على امتداد سنوات المبادرات المغربية واقتراح الحلول"، مضيفا أن "القرار مرتبط بأمريكا الدولة، وليس خيارا حزبيا ضيقا"، مشددا على أن "المغرب حليف استراتيجي وتاريخي للولايات المتحدة". وأوضح المتحدث أن "الموقف الأمريكي ساهم في تغيير توجهات مجلس الأمن، وأزاح تماما الحديث عن الاستفتاء، وبات يطرح بقوة طرح المغرب وخاصة مقترح الحكم الذاتي للصحراء". وأردف أستاذ العلاقات الدولية بأن "العالم يدرك تماما مخاطر الطروحات الانفصالية ومتاهاتها، خصوصا بعد تجارب عديدة، آخرها ما يجري على امتداد سنوات بدولة جنوب السودان".