يبدُو أنَّ متاعبَ قطر مع احتضانِ نهائيَّات كأس العالم عامَ 2020، لنْ تنتهِي عمَّا قريبٍ، فبعد توجيه أكثر من اتهام إلى قطرٍ فِي وقتٍ سابق بالحصول على الاستضافة بأساليب شابهَا الفساد، مرُورًا بالحديث عن برمجة المباريات قبل فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة بالدوحة، تأتِي قضيَّة عمال من النيبَال، لتثيرَ عدةً انتقاداتٍ انبرَى مسؤولونَ قطريُّون، على الفور، إلى تفنِيدِهَا. النفيُ القطرِي جاءَ على لسان علِي بن صميخ المرِي، الذِي يرأسُ اللجنة الوطنيَّة لحقوق الإنسان فِي قطر، بتفنيدِ وجود أي مظهر من مظاهر السخرة أو العبُوديَّة في قطر، بالرغم من إقراره بوجودِ إشكالاتٍ تجرِي معالجتها بجهود تبذَلُ على المُستوى الرسمِي. إلى ذلك، كانتْ صحيفة "الغارديان" البريطانيَّة" قد أوردت دعوات دولية لقطر إلى تغيير سياستها حيال العمال الأجانب، الذي يشتغلون في المشاريع التحضيرية لدورة كأس العالم لكرة القدم 2022سنة، حيثُ وصلَ توصيف الصحيفة إلى حدِّ اعتبار الممارسات غير المقبولة في حق العمال النيبال ب"عبُوديَّة العصر الحدِيث". كما كانت الصحيفة البريطانية قد نبهت إلى أن عشرات العمال النيباليين لقوا مصرعهم، في الأثناء التي كانُوا يعملون فيها بقطر خلال الأسابيع الماضية، على نحوٍ أثارَ الخشيَة من انعكَاس مسابقة الدوحة الزمن لتحضير أمثل للبطولة، على الظروف التِي يشتغلُ فيها العمال بالمنشئات المقامة بصدد الكأس العالميَّة. في سياقٍ ذِي صلة، زاد المرِي أنَّ قطر لمْ تعرف "في 2012 سوى 138 وفاة طبيعية و55 وفاة ناتجة عن حوادث سير و28 وفاة ناتجة عن شجارات وخلافات وغرق و55 وفاة في مواقع العمل، بما يكونُ معهُ إجمالِي عدد الوفيات 276. المسؤول القطرِي أردف أنهُ منذُ "بداية 2013 إلى غاية اليوم حصلت 76 وفاة طبيعية و30 ناجمة عن حوادث سير و30 نتيجة أسباب متفرقة و15 في مواقع العمل، بما مجملهُ 151 وفاة". كما حرصت قطر في نفيها ما تناقلته منابر إعلام دوليَّة، بشان استعباد العمال النيبَال، على حضور منسق الجالية النيبالية للشرق الأوسط، ناراندرا بهادور، لطمأنة الحقوقيِّين، وضمان ترقبِ "المونديَال" في أجواء غير متوترة.