بدأ الموسم الدراسي هذه السنة على إيقاعات غياب الأساتذة الجامعيين بشكل كثيف في إحدى الكليات، باستثناء البعض منهم يعدون على رؤوس الأصابع. هذا و قد أعلن عميد ملحقة كلية الآداب و العلوم الإنسانية عن بداية السنة الدراسية في اليوم التاسع من شهر شتنبر بالنسبة للفصلين الثالث و الخامس ،ثم السادس عشر من شتنبر بالنسبة للفصل الأول لجميع المسالك. إن الغياب الذي يلحق أساتذة ملحقة كلية الآداب و العلوم الإنسانية ( مع عدم ذكر اسم المدينة التي تنتمي إليها) دون الكليات الأخرى ضمن نفس الجامعة يعتبر واحدا من المسلسلات الموسمية التي اعتاد عليها الطلبة. كل الطلاب يعلمون أن بداية الموسم الدراسي تُستأنف بعد إعلان العميد بأسابيع، فهي تقاليد تميز كُليتنا عن باقي الكليات. لا شك أن معظم الطلاب مبتهجين بهذه "العطلة الإضافية". لكن ما يزعجني و بعض الطلاب أيضا، هو غياب الانسجام بين الإدارة و الأساتذة حول بداية الموسم. ثم اختلاف مواعيد الحضور من أستاذ لآخر. الكل يبدأ على هواه. هذا و قد لاحظ الطلاب أن الكليات الأخرى المنتمية إلى نفس الجامعة، قد استهل أساتذتها مهامهم بتوازي مع الإعلانات المقترحة من طرف الإدارات التابعة لهم. كيف لنا أن نناقش مشاكل التعليم بالكليات المغربية في ظل الارتجالية المخجلة في التدبير. فالكل يلوم الأخر عن هذا الغياب و الطلاب هم الضحايا. ففي غياب تفسير واضح لهذا الخلل، أعزى بعض الطلبة ذالك الغياب إلى الميزة التي يحظى بها الأساتذة من طرف المسؤولين وانعدام المفتشين مما يؤثر سلبا على تحصيل الطلبة بصفة عامة. و البعض اكتفى بلوم الإدارة التي تغير استعمالات الزمان بشكل مفاجئ و شبه يومي. لكن الحقيقة يعلمها الأساتذة ،نائب العميد والله وحدهم. فعلا هناك مجهودات تبذل من طرف الإدارة بشكل يومي تسهل لطالب الحصول على الشواهد المدرسية أو حل بعض المشاكل التي يواجهها الطالب. لكن هذه البدايات المتعثرة و الصادمة مثلا، قد تفسد تطلعاته. تساؤلات تطرح حول من المسؤول عن هذا التأخير، لكن المهم أن لا تتكرر هذه اللعبة في موسم فصل الربيع. في ظل انغلاق الأقسام و بعض المدرجات، يبقى الطلبة في انتظار نهاية العطلة الإضافية، ليكون الباب الرئيسي و الخلفي وبعض مرافق الكلية هي الأماكن الوحيدة لتجمع الكم الهائل من الطلبة الحاضرين يوميا. "اللهم إني قد بلغت..." [email protected]