مستقبل المهاجرين المغاربة المقيمين بصفة قانونية في إسبانيا مبني للمجهول . ماشي كلشي . الأمر يخص فقط أولائك الذين سيستجيبون لدعوة حكومة ثباتيرو ويغادرون إسبانيا في اتجاه المغرب بعد حصولهم على تعويض مالي تافه لا يتجاوز إثنا عشر ألف أورو . اللي كال نعم ، واستجاب لهذه الدعوة ، وعاد إلى المغرب راه ما عندو عقل! "" تصوروا معي ، ماذا يمكن لمهاجر أن يصنع بإثنا عشر ألف أورو في المغرب . المبلغ قد يكون كافيا لفتح دكان للبقالة أو محلبة ، يعني الواحد يبدا حياتو من الزيرو ، وطبعا بدون تغطية صحية ولا ضمان اجتماعي ، وبعد عام من العمل المضني يعلن صاحب المشروع عن إفلاسه ، بعد أن يكون الناس قد أجهضوا على مشروعه بالكريدي! إيوا راه الحكومة ديال ثباتيرو بغات تضحك عليكم ، وأنتم ستضحكون على أنفسكم إذا قررتم العودة إلى بلدكم الأصلي! اللي بغا يجي للمغرب مرحبا به ، شرط أن يأتي في بداية الصيف ويعود قبل متم شتنبر . الحكومة الاسبانية ، وتفاديا لأي مقالب محتملة ، قسمت التعويض إلى شطرين . كل مهاجر ينوي الاستجابة "للمغادرة الطوعية" في نسختها الإسبانية يحصل على أربعين في المائة من قيمة التعويض ، وستون في المائة المتبقية يحصل عليها بعد أن يقطع البحر ويضع رجليه على تراب بلده الأصلي ، مع توقيع التزام بعدم الرجوع إلى إسبانيا قبل انصرام ثلاث سنوات كاملة ، حيت السبليون عارفين بأن المهاجرين الذين سيعودون إلى بلدانهم الأصلية سيشتاقون للعودة إلى اسبانيا بعد انقضاء الشهر الأول ، خصوصا خوتنا المغاربة! آجي بعدا ، هاد المغادرة الطوعية التي سرقتها الحكومة الاسبانية تعود ملكية اختراعها لحكومة ادريس جطو ، التي بسببها فقدت الإدارات والمستشفيات والمدارس والجامعات المغربية أبرز كفاءاتها ، بعدما حصل الأطباء والأساتذة والمدرسون على تعويضات مهمة أنشؤوا بها مشاريعهم الخاصة . الفرق الوحيد بين "المغادرة الطوعية" الاسبانية ونظيرتها المغربية هو أن حكومة ثباتيرو تسعى إلى تخليص إسبانيا من اليد العاطلة ، بينما حكومة جطو "خلصت" إدارات البلاد ومؤسساتها العمومية من كفاءاتها . دابا يلا بغيتي ولادك يقراو مزيان عليك أن تسجلهم في مدارس التعليم الخصوصي ، ومن يريد أن يتلقى علاجا جيدا في حال تعرضه لعارض صحي عليه أن يتوجه إلى مصحة خاصة . بالعربية تاعرابت الدولة كالت ليكم دبرو روسكم راكم طلعتو ليا فراسي! إيوا سمعو آلمغاربة ديال اسبانيا : لا تكونوا مغفلين ، ولا تستجيبوا للمغادرة الطوعية التي عرضتها عليكم حكومة ثباتيرو ، ابقوا هناك واصبروا حتى تمر الأزمة ، راه يلا رجعتو غادي تندمو! يجب عليكم أن تعرفوا أنه في الوقت الذي تشتكون فيه من غلاء المعيشة هناك ، وقلة ما يدار ، هناك آلاف من المغاربة الذين ينتظرون على أحر من الجمر متى سيبتسم الحظ في وجوههم كي يعبروا مضيق جبل طارق للالتحاق بكم بأرض الفردوس المفقود ، وقبل أن يتسنى لهم ذلك يقولون لكم كل يوم : أنتم السابقون ، ونحن اللاحقون ، إيوا بقاو تماحتى يجمع الله الشمل! [email protected]