في تصعيد إعلامي خطير، دعا العقيد الجزائري المتقاعد مختار مديوني، الذي اشتغل سابقا بالقوات الجوية الجزائرية، إلى تنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي المغربية، بسبب مخرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الذي جعل "قصر المرادية" طرفا أساسيا في نزاع الصحراء الإقليمي. وطالب مختار مديوني، في برنامج تلفزيوني بثته قناة "الحياة" الجزائرية، عناصر جبهة "البوليساريو" بشن هجمات إرهابية على الأراضي المغربية وألا يقتصر ذلك على الأقاليم الجنوبية، بل أن يشمل مدينتي الدارالبيضاء ومراكش. وخاطب العقيد العسكري المتقاعد عناصر "البوليساريو" بالقول: "يا صحراوى الذين يبتغون الاستقلال، موتوا واستشهدوا على بلادكم، وحولوا الحرب حتى داخل الأراضي المغربية بغرض خلق الرعب وسط المجتمع المغربي". وعلق الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية رومان كاييه على التصريح الإعلامي سالف الذكر، في منشور على موقع "تويتر"، بالقول: "إذن، ضابط سابق في الجيش الجزائري يحرض على ارتكاب اعتداءات داخل المغرب دون أن تحتج السلطات الجزائرية، ومعها المجتمع الجزائري، على ذلك؟". ويسائل التصريح الإعلامي لمختار مديوني كذلك أدوار سلطة ضبط السمعي البصري بالجارة الشرقية، على اعتبار أن التصريح يخالف أخلاقيات المهنة التي تطالب الصحافيين بالتناول المهني للأخبار والأحداث، بل يسائل كذلك مهام السلطات الأمنية المكلفة بتفكيك الخلايا الإرهابية، بالنظر إلى خطورة تلك الأقوال التي تحث على الاعتداء على المواطنين المغاربة. وفي السياق نفسه، أفاد موقع "الساحل أنتلجنس" بأن نائب المدير العام للمخابرات الجزائرية عقد لقاء مع إياد أغ غالي، زعيم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المدرجة على قائمة الإرهاب بشرق تينزاواتين شمال مالي، من أجل دعم احتلال هذه الجماعة الإرهابية لكل أراضي شمال مالي. ويواصل "قصر المرادية" تحركاته الدعائية بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي أشار إلى الجزائر بوصفها طرفا رئيسيا في النزاع الإقليمي، من خلال رفعه وتيرة التصعيد تجاه المغرب في الفترة الأخيرة، بما في ذلك الواقعة الميدانية بخصوص الشاحنتين في المنطقة العازلة. وقد ارتفعت حدة تلك الحملات الدعائية منذ فصل الصيف المنصرم، سواء بتحميل الرباط مسؤولية الحرائق المندلعة في غابات "تيزي وزو"، أو بعدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر الأنبوب المار من التراب المغربي، أو باتهام الجيش المغربي بقصف شاحنتين.