تواصل السلطات الصحية العمومية جهودها الرامية إلى تقليص أزمة الخصاص على مستوى مخزون الدم بجهة الدارالبيضاء-سطات، بالنظر إلى الاستهلاك اليومي الكبير الذي يتطلب زيادة أعداد المتبرعين بهذه المادة الحيوية على امتداد أيام الأسبوع. وعرفت مراكز تحاقن الدم خصاصا حادا في أعداد المتبرعين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بسبب تزامن العطلة الصيفية مع الحملة الانتخابية، ثم تلاها موعد الاستحقاقات الانتخابية الثلاثية، بالموازاة مع تفشي الوباء؛ وهو ما حال دون تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم. ويصل حجم حاجيات الدم بمدينة الدارالبيضاء لوحدها إلى 600 كيس في اليوم الواحد، اعتبارا لعدد المستشفيات والمصحات الخاصة المتمركزة بالقطب الاقتصادي للبلاد، وتتبعها مدينة الرباط ب300 كيس في اليوم، ثم مدن مراكش وفاس وطنجة التي تحتاج إلى حوالي 200 كيس من الدم. وفي السياق نفسه، يصل عدد المتبرعين بهذه المادة الحيوية بمدينتي الرباطوالدارالبيضاء إلى نحو 80 ألف متبرع في السنة الواحدة؛ بينما يتراوح بين 20 و30 ألف متبرع بمدن مراكش وأكادير وفاس ووجدة وطنجة، حسب المعطيات التي سبق أن قدّمتها مديرة المركز الوطني لتحاقن الدم لهسبريس. أمال دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء-سطات، قالت إن "الخصاص قائم على الدوام بهذه الجهة، إثر الاستهلاك اليومي الكبير الذي يصل إلى 600 كيس في اليوم الواحد؛ ما مرده إلى العدد الهائل من المرافق الصحية العمومية والخصوصية بهذه المدينة التي تحتضن كذلك أكبر مركز استشفائي بالمغرب". وأضافت دريد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المخزون الإستراتيجي لا يتعدى 24 ساعة دائما بجهة الدارالبيضاء-سطات؛ لكن تلبية هذا الاستهلاك اليومي يعد إنجازا في الحقيقة، لأن نجاح المركز في توفير 600 كيس بصفة يومية أمر ليس بالهيّن". وأوضحت المتحدثة أن "المركز الجهوي عقد اتفاقيات مع القناة الثانية والقناة الأولى في الآونة الأخيرة من أجل تبرع مستخدميها وأطرها بالدم، حيث ينضاف ذلك إلى سلسلة من الاتفاقيات التي تجمع المركز بجمعيات المجتمع المدني التي تلعب دور الوساطة بين المتبرعين والمركز". وأوردت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء-سطات أن "الاتفاقيات والشراكات تساهم في رفع المخزون الإستراتيجي من الدم؛ فعوض انتظار قدوم الأشخاص المتبرعين إلى وحداتنا الجهوية، نبادر بالتنقل إلى مقرات الشركات والمقاولات لجلب أكياس مضاعفة من الدم". وشددت المسؤولة الصحية على "نجاح المركز الجهوي لتحاقن الدم في تلبية 99 في المائة من الطلبات اليومية في جهة الدارالبيضاء الكبرى"، مشيرة إلى "توجه المركز نحو تعميم الوحدات الثابتة المخصصة للتبرع بالدم على كل عمالات الدارالبيضاء، من خلال زيادة عددها في الأماكن العمومية".