أثار الحريق الذي شب في سوق الخشب بالقريعة في مدينة الدارالبيضاء، ليلة الخميس الماضي، موجة انتقادات للشركة الوطنية للتهيئة الجماعية المعروفة ب"صوناداك"، التي كانت مكلفة بإصلاح السوق المذكور. ووجه منتخبو الدارالبيضاء، وعلى رأسهم مجلس مقاطعة الفداء التي يتواجد سوق الخشب بنفوذها الترابي، انتقادات للشركة، متهمين إياها بعدم الالتزام بدفتر التحملات. وأوضح في هذا الصدد رئيس المجلس الجماعي لمقاطعة الفداء، محمد كليوين، أن الشركة المذكورة لم تلتزم بدفتر التحملات والاتفاق المبرم مع مجلس مدينة الدارالبيضاء، القاضي بالتكفل بالسوق المذكور وتهيئته. وشدد كليوين، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أنه سيعمل من داخل مجلس المقاطعة الذي يرأسه على البحث في هذا الملف لإلزام الشركة المعنية بتنفيذ الاتفاق المبرم معها، والمتمثل في إصلاح السوق. وأردف رئيس المقاطعة بأنه سيراسل العمدة نبيلة الرميلي، لبحث مصير الاتفاقية المبرمة مع شركة "صوناداك" حول سوق القريعة، ودفعها إلى تفعيل الاتفاقية بشكل سريع أو فسخها. وكشف الحريق الذي شب في سوق الخشب بالقريعة وسط الدارالبيضاء عن العشوائية التي تطبع المكان، ما يجعل عدم القيام بإصلاحات وتهيئة السوق يهدد المنطقة برمتها في أي لحظة. وشكلت هذه العشوائية التي يعرفها سوق الخشب، وفق ما أكدته القيادة الجهوية للوقاية المدنية، صعوبة أمام عناصرها في التدخل لتطويق النيران، في ظل غياب وسائل السلامة الضرورية، ووجود مواد قابلة للاشتعال في المحلات المتواجدة به. وتدخلت مختلف المصالح بعد إخماد نيران السوق من أجل مساعدة المهنيين على تنظيم سلعهم وتفقدها، والوقوف على الخسائر التي قد يكونوا تكبدوها. ومنحت السلطات العاملية بالفداء مرس السلطان، ومقاطعة الفداء، مختلف التجهيزات والمعدات اللوجيستيكية لفائدة التجار لدعمهم في تجاوز هذه المِحنة التي عاشوها مع اندلاع النيران. وكان شب، ليلة الخميس وحتى حدود الساعة الرابعة من صباح الجمعة، حريق مهول على مستوى سوق الخشب الموجود بالقريعة في الدارالبيضاء، لم يخلف لحسن الحظ خسائر في الأرواح رغم الخسائر المادية الكبيرة.