لا تزال عناصر الشرطة العلمية والتقنية بالدار البيضاء تقوم بأبحاثها، لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الحريق المهول الذي شب في سوق الخشب ب"القريعة" ليلة أمس الخميس. وحسب المعطيات التي أكدها الطاهر فارح، ممثل تجار سوق الخشب "أمين المهنيين"، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن عدد المحلات التي طالتها النيران بلغ ما يناهز 22 محلا. وبخصوص الخسائر المادية التي نجمت عن هذا الحريق، لم يكشف المتحدث نفسه أية معطيات، مشيرا إلى أن التجار المتضررين ما زالوا يعاينون حجم الخسائر لدى كل محل من أجل معرفة الرقم الإجمالي بشكل مدقق. وجرى، صباح اليوم الجمعة، عقد لقاء بين محمد كليوين، رئيس مقاطعة الفداء، والمهنيين بالسوق المتضرر، حيث تم التأكيد على ضرورة تأهيل هذا المرفق الذي يعيش وضعا كارثيا. ويطالب مهنيو سوق الخشب بالقريعة، حسب الطاهر فارح، رئيس جمعية العهد الجديد لتجار وحرفيي وصناع سوق القريعة بالفداء، بالإسراع في مساعدة ضحايا الحريق في بناء محلاتهم لاستئناف نشاطهم وتجاوز الأزمة التي خلفها الحريق. وأوضح فارح، الذي يشغل عضوا بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالدار البيضاء، أن هؤلاء المهنيين لا يطلبون دعما ماديا بقدر ما يطلبون المساعدة في البناء فقط. وحسب المتحدث نفسه، فقد قامت لجنة إقليمية، هذا الصباح، بزيارة إلى عين المكان، والتي كانت مبرمجة قبل الحريق؛ وذلك من أجل وضع كاميرات بالسوق ومحيطه لتفادي السرقات. وكان قد شب، ليلة الخميس وحتى حدود الساعة الرابعة من صباح اليوم الجمعة، حريق مهول على مستوى سوق الخشب بالقريعة، لم يخلف لحسن الحظ خسائر في الأرواح بالرغم من الخسائر المادية الكبيرة. وبالرغم من التدخل السريع لعناصر الوقاية المدنية بالنظر إلى وجود ثكنة خاصة بالقرب من السوق، فإنه لم يتم إخماد النيران إلا بعد جهد جهيد. وقد جرى، وفق ما نقلته القيادة الجهوية للوقاية المدنية، تسخير نحو 40 عنصرا من الوقاية المدنية وثماني شاحنات صهريجية لتطويق ألسنة النيران ومحاصرتها للحيلولة دون امتدادها إلى أجزاء أخرى من السوق. ووجد أفراد الوقاية المدنية صعوبة في التدخل لتطويق النيران؛ بحكم الطبيعة العشوائية بموقع الحريق وغياب وسائل السلامة الضرورية، ووجود مواد قابلة للاشتعال في المحلات المذكورة.