كاميرا النجوم أو الكاميرا المكشوفة/الخفية هي أسلوب جديد/قديم للترفيه على المشاهد المغربي، تقوم القناة الثانية ببثه في لحظة جد حساسة تصل فيها نسبة المشاهدة ذروتها أي خلال فترة الفطور، حقيقة نحن في أمس الحاجة لمثل هاته المبادرات الترفيهية وأمثالها، لكن تستوقفني في كثيرا من الأحيان بعض من الفجوات الفنية التي ما تزال تشوب دقائق هذا البرنامج، فعلى مستوى كتابة حلقاتها وطريقة إخراجها فهي مازالت لم تعرف أي تطور يذكر بل يمكن الجزم أنها فارغة على مستوى المضمون والشكل، وتحتاج جل حلقاتها لإعادة الكتابة من جديد، الفكرة جيدة لكنها في كثير من الأحيان ما تستبلد المتفرج، وتجعله يستنكر تلك الحوارات الفارغة التي تنم عن عدم احترام لا للضيف ولا للجمهور، كل الكلمات التي يتم توظيفها في الحوارات هي كلمات غير مستساغة على الأذن، ولا ترقى إلى ما نسعى إليه جميعا الرفع من لهجتنا الدارجة وجعلها " دارجة راقية"، بل إن تمريرها عبر قناة تمول من جيوب المشاهدين يعتبر من قبيل الاستخفاف بالمسؤولية الملقاة على القناة، فهي كلمات لا يمكن وصفها حتى بالطفولية، وما حلقة يوم الجمعة التي استضافت المغنية باسكال مشعلاني إلا نموذج صارخ لذلك الشطح العشوائي على مستوى الكتابة وعلى مستوى التصوير والمونتاج، حيث ظهرت الضيفة بمظهر مسيء ومشين ومثير ومن زوايا غير مرضية ومقلقة، البرنامج في مجمله مبني على مبدأ التراشق المجاني للكلمات والتنافس الواضح بين مقدمي البرنامج في محاولة يائسة و فاشلة لإضحاك المشاهدين، بل يمكن القول إن كلا المعدين يتسابقون للبحث عن شيء اسمه " النجومية " في برنامج يدعي استدعاءه للنجوم ويفتقد لعدة ضوابط فنية.. "" لقد مر علينا من خلال مقالات سابقة نشرت في عدة مجلات وجرائد وطنية ومواقع إلكترونية أن استشكلنا مصطلح " نجم " أو " نجوم " وقلنا بأن هذا المصطلح خطير ويحتاج لكثير من التدقيق، حتى لا نظلم من يستحقون " النجومية " وحتى لا نستهزئ بمشاعر الجماهير ونكذب على من لا يستحق ذلك من الضيوف، نستفسر في هذا الإطار المشرفين على هذا البرنامج عما هي المعايير المعتمدة في اختيارهم للنجوم، أم أن الغرض هو جمع ثلاثين حلقة لعرضها خلال ثلاثين يوما من الصيام ولو على حساب الرداءة والابتذال، حقيقة حينما تسند مثل هاته المعايير لمن ليس له أدنى ضابط لذلك، أعتقد أن الأمر سيضعنا في محك الشك في كل شيء بل ويضع اللجان المكلفة بمنح بطاقة الفنان في حيص بيص، لأن " النجم " له ما له وعليه ما عليه، طبعا في ظل ما أصبحت تعرفه الساحة الفنية والسينمائية خصوصا والثقافية عموما وطنيا أو عربيا أو دوليا... من تحولات على مستوى ماهية شخص " الممثل " أو " الفنان النجم " والذي بات من اللازم الحذر والحيطة من اختياره واستكناه ضوابطه، اعتقد أنه موضوع يستحق أكثر من وقفة تأمل.... ، نأمل أن يستدرك المشرفون ما يجب استدراكه في حالة لا قدر الله كتب علي المشاهد أن يرى ثلاثين حلقة أخرى من " كاميرا النجوم " في رمضان المقبل ...... وخير ما اختم به في هذا الشهر المعظم أن هذا البرنامج أقل ما يحتاج له هو محاكمة رمزية صامتة من طرف مشاهديه. حسن مجتهد- مهتم بالسينما - الدارالبيضاء أنقر هنا لمشاهدة بعض الحلقات من كاميرا النجوم