كان يتطلع المشاهدون الى متابعة برامج رمضان، باهتمام كبير، بعد العديد من الوصلات الاشهارية التي تعرض لشبكة البرامج الرمضانية. وكان الواضح أن المجهود في الاعداد كان كبيراً، والامكانيات المالية المرصودة لتلك الأعمال بكل اصنافها كانت مرتفعة، ويصل مجموعها إلى أرقام خيالية. إلا أن النتائج كانت هزيلة كالجبل الذي تمخض فولد فأراً. فكيف تلقى المشاهدون هذه الأعمال، أو مايسمى بابداعات رمضان؟ لعل صدمة الكثير من الجمهور المغربي كانت كبيرة، لرداء الأعمال المنجزة، والتي أكدت ان أصحابها يحاولون الضحك على النظارة، واستغفالهم. ويمكن وصف الثلاث سيتكومات التي وصفتها القناة الثانية بأنها جديرة بالمتابعة، بأنها أكذوبة ومهزلة، أكبرها تلك السلسلة التي تسمى بكول سانتر، الخالية من كل فائدة، سوى الاستهتار بالمواطن المغربي، وباللغة العربية، وأجزم أن تجد فئة تقدم شهادة إيجابية في حق هذا العمل، وان وجدت فستكون قليلة جدا ويقدم بمشاركة ما وصفهم تقديم القناة بأبرز الممثلين حاليا، وهذا بهتان غير مقبول وحتى أمال الأطرش، لم تقدم لها هذه السلسلة أي إضافة، بل أساء لها ونفس الشيء يقال للممثلة القديرة نعيمة إلياس التي زجت بنفسها في هذه المهزلة. وكذلك عبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف). أما فيما يخص سلسلة نسيب الحاج عزوز، فهو عمل يبدو فيه مجهود، لكنه ينزلق في بعض الأحيان ونظرا لرداءة الأعمال التي تفتتح بها القناة الثانية شبكتها، يفضل الكثير من النظارة تغيير الوجهات الى الفضائيات العربية الأخرى لأنه لاشيء يشد انتباه المشاهدين إليها. ودائما في فقرة الترفيه نلاحظ البداية الطبية لحلقات كاميرا النجوم، وستار أكاديبي،، ونتمنى أن لاتكون الحلقات المقبلة في مستوى أضعف. ويبقى مسلسل دار الورثة الذي تقدمه القناة الأولى عملا فكاهيا لمس فيه المتتبعون نوعا من الجودة يستحق القائمون عليه التنويه، لأنه يقدم صورا من الواقع في اسلوب خال من كل تعقيد ويتقبله المشاهدون.ويتألق فيه عبد الجبار الوزير وفضيلة بنموسى ومفتاح. إلا ان سلسلة الكيشي هي الأخرى لم تقدم جديدا سوى تكرار المستوى الهزيل للسيتكومات السابقة. لقد أصيب المشاهدون بخيبة أمل كبيرة في مبدعيهم بين قوسين الذين اعتادوا التهكم على البلاد والعباد، ويتقاضون أموالا طائلة من أموال الشعب ولا جودة ولا يحزنون. وهذا يؤكد ان الكوميديا والترفيه يستلزم تكوينا وتخصصا، وليس مجالا لكل من هب ودب.