أسفرت "الحرب" التي تشنها مصالح الأمن لمواجهة الاتجار في أقراص الهلوسة، المحصلة من المنتجات الطبية والصيدلانية المهربة بطرق غير مشروعة، انطلاقا من الحدود الشرقية للمملكة، عن حجز ما مجموعه 54 ألف و415 قرصا طبيا مخدرا من أنواع مختلفة، لاسيما من نوع "ريفوتريل" المعروف في أوساط المدمنين ب" بولة حمرا"، وذلك خلال شهر غشت الفائت. وأكد مصدر أمني، تعليقا على هذه المحجوزات المهمة، أن "مسارات التهريب تنطلق جميعها من الحدود الشرقية للبلاد، وبالضبط الجزائر، في اتجاه مدينة وجدة، قبل أن تستأنف مسارها نحو باقي المدن المغربية. وأفاد المصدر عينه أن "النوع الأكثر تداولا بالبلاد هو غير منتج من قبل المختبرات المغربية، وغير معروض للبيع داخليا، مما يؤكد أنه مهرب من الحدود الجزائرية، بدليل النتائج والإثباتات التي خلصت إليها التحريات الأمنية المنجزة في القضايا المسجلة لدى مصالح الأمن المغربية". واعتبر المصدر ذاته أن حجز أكثر من 54 ألف قرص مخدر، يعني تفادي وتجنب ارتكاب أكثر من 54 ألف جريمة، مردفا أن تعاطي قرص طبي مخدر واحد من نوع "ريفوتريل" تكون له تداعيات خطيرة على الجهاز العصبي والنفسي، ويفقد الإدراك لدى المتعاطي، الأمر الذي يجعله ينساق بشكل لا إرادي نحو ارتكاب جرائم خطيرة قد تصل إلى قتل الأصول. وفي سياق ذي صلة، تم توقيف سيدة "إ.ع"، وهي من مواليد سنة 1995، متلبسة بحيازة 20 ألف قرص طبي مخدر من نوع ريفوتريل، بعدما جرى ضبطها بمدينة أزمور، مساء أمس الأحد. وحسب مصادر أمنية، فإن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بصدد تحديد مصدر هذه الكمية الكبيرة من أقراص الهلوسة، والوجهة التي كانت تقصدها، فضلا عن رصد ما إذا كان الأمر يتعلق بشبكة إجرامية تتاجر في هذا النوع من المخدرات القوية، وتشخيص امتداداتها الترابية المحتملة، وكذا ارتباطاتها المفترضة بشبكات إجرامية أخرى في باقي المدن المغربية. وجدير بالذكر أن السلطات الأمنية كانت قد أعلنت حربا لا هوادة فيها ضد أقراص الهلوسة المحصلة من المنتوجات الطبية والصيدلانية المهربة من الحدود الشرقية للمغرب، وذلك بعدما تبين أن هذه الأقراص هي المسؤولة عن أكثر من 80 بالمائة من الجرائم المسجلة، اعتبارا لخطورتها على الجهاز العصبي والنفسي، وكذا أعراضها الجسدية على المتعاطين.