استقبل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، والذي قام بزيارة مفاجئة للجزائر، يوم الثلاثاء، لم تكن مقررة من قبل، ليكون الغنوشي بذلك أول شخصية سياسية غير جزائرية يستقبلها بوتفليقة منذ عودته من المستشفى الباريسي في شهر يوليوز المنصرم، بعد رحلة علاج طويلة بفرنسا دامت أسابيع عدة. وكان آخر لقاء رسمي بين بوتفليقة والغنوشي ذاك الذي جمعهما في نونبر سنة 2011، في القصر الرئاسي بالجزائر، بعد شهر من فوز حركة "النهضة" التونسية ب89 مقعدا من أصل 217 في المجلس التأسيسي في انتخابات 23 أكتوبر 2011، وذلك إبان ذروة الربيع العربي. وتأتي زيارة الغنوشي للجزائر في خضم سياق سياسي محتدم ومتحول تشهده تونس والمنطقة العربية عموما، خاصة أن تونس تعيش وسط أزمة سياسية جراء المطالب المتنامية من المعارضة باستقالة حكومة علي لعريض، وكذلك إعلان تونس الحدود مع الجزائر "منطقة عازلة"، بسبب نشاط الجماعات المسلحة في غربي تونس. ووفق مصادر رسمية جزائرية فإن بوتفليقة والغنوشي أعربا عن "ارتياحهما للتطور الذي تعرفه العلاقات الجزائريةالتونسية، خاصة على المستويين الاقتصادي والأمني بشكل يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والاستقرار في المنطقة"، كما استعرض الجانبان "تطورات الوضع في عدة دول عربية وإسلامية، في ظل التطورات الأخيرة والجهود المبذولة لإنجاح المرحلة الانتقالية في تونس".