اهتمت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية اليوم الخميس بالذكرى الخمسين للخطاب التاريخي لمارتن لوثر كينغ حول الحقوق المدنية، والتجاذبات داخل الولاياتالمتحدة حول إمكانية التدخل العسكري في سوريا، وميثاق القيم الجديد بإقليم الكيبيك بكندا، ثم خلاصات التقرير الأولي لمفتشي الأممالمتحدة حول الأسلحة الكوبية المصادرة ببنما. وكتبت صحيفة (ذو هيل) أن الآلاف من الأمريكيين احتفوا أمس الأربعاء بالتضحيات التي قدمها مارثن لوثر كينغ من أجل المساواة الاجتماعية، مشيرة إلى أن الرئيس باراك أوباما دعا في كلمة بهذه المناسبة كل مكونات المجتمع الأمريكي للمضي قدما لتحقيق الحلم غير المكتمل للقس لوثر كينغ. وأشارت إلى أن خطاب أوباما كان ذا طابع عام وتطرق إلى قضايا "مألوفة" كقوة المجتمع ووعد الحلم الأمريكي، مبرزة أن قاطن البيت الأبيض تحاشى تقديم انطباعاته الخاصة حول الحصيلة الحالية للحقوق المدنية. من جهتها، سجلت صحيفة (واشنطن بوست) أن الرئيس أوباما أشاد بذاكرة وإرث مارثن لوثر كينغ ورفاقه الذين قاموا "بدور حاسم في بناء أمريكا موحدة حيث يسود المزيد من قيم الحرية والعدالة". كما اهتمت (نيويورك تايمز) بالتطورات الجديدة في الملف السوري، مبرزة أن إدارة أوباما ما زالت مترددة حول اتخاذ قرار تبني الخيار العسكري ضد النظام السوري المتهم باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. واعتبرت "أنه بالرغم من أن التهديدات والاستعدادات العسكرية جارية إلا أنه يتعين على أوباما أن يبرر قانونيا التدخل ضد سوريا"، ملاحظة أنه على الحكومة الأمريكية تفسير كيف يمكن لضربة "محدودة" أن تردع النظام السوري من اللجوء مجددا إلى الأسلحة الكيماوية ضد الشعب. كما عادت صحيفة (ذو هيل) إلى الموضوع ذاته مبرزة أن الرئيس أوباما أكد مساء الأربعاء في تصريح لقناة إخبارية أمريكية بأن "تدخلا عسكريا محدودا لن يحل كل مشاكل سوريا"، مضيفة أن التورط العسكري في الحرب الأهلية بهذا البلد قد لا يكون بناء. بكندا، علقت صحيفة (لو سولاي) أنه من الصعب تصور أن المشروع الجديد لميثاق القيم بالكيبيك يهدف إلى ضمان حياد الدولة والسلم الاجتماعي، مشيرة إلى أن الحزب الكيبيكي الذي يقف وراء المشروع يحاول إثبات أن لا أحد قادر على منافسته في مجال الهوية. وحذرت الصحيفة من أن فرض الميثاق على كل مدن إقليم الكيبيك قد يؤدي إلى "إحياء النعرات العنصرية كما يهدد السلم الاجتماعي، أي سيؤدي إلى عكس الأهداف المتوخاة من الميثاق"، مبرزة أن حكومة باولين ماروا عاقدة العزم على المضي في المشروع إلى النهاية رغم أن الصدامات الدينية نادرة الحدوث بالكيببيك وغالبا ما تكون ناجمة عن تصريحات وليس عن الرموز الدينية الظاهرة. في الملف الاجتماعي، اهتمت صحيفة (لو دوفوار) بقضية التأمين على العمل بالكيبيك والضغوطات المتزايدة على الإقليم لإحداث نظام تأمين عن العمل خاص به، مشيرة إلى أن هذا المشروع سيمر بالضرورة عبر حسن نية عاصمة كندا أوتاوا. واعتبرت الصحيفة أنه يتعين على إقليم الكيبيك البحث عن اتفاق إداري يبقى "هشا" كما أن نطاقه سيكون محدودا ما دام أن سلطة التشريع بخصوص التأمين عن العمل تبقى من اختصاص البرلمان الفيدرالي، مبرزة أنه بغض النظر عن الإكراهات الدستورية التي تعترض هذا المشروع، تثار تساؤلات حول القدرة المالية للإقليم لوضع نظام تأمين أكثر سخاء. أما على المستوى الدولي، فقد عادت صحيفة (لا بريس) إلى الملف السوري موضحة إن كان الرد على جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد "غير قانوني" لعدم وجود تفويض من أعلى سلطة دولية أي الأممالمتحدة، فإن هذا الرد يبقى "عادلا". ويرى كاتب المقال أن "لا طائل من تحليل بنود ميثاق الأممالمتحدة حتى حلول السنة المقبلة فيما نبقى مكتوفي الأيدي أمام قصف النظام للمدنيين بالغازات"، مضيفا "للأسف فهذه الضربات لن تحمل الأمل لأنها ذات طبيعة عقابية، وفي أحسن الأحوال قد تكون تحذيرا لبقية الأنظمة التي تحاول تقليد الرئيس السوري، وربما مجرد وسيلة لإبطاء وتيرة الحرب التي لا نرى لها نهاية وشيكة". ببنما، توقفت صحيفة (لا إستريا) عند إعلان حكومة البلاد أن العتاد العسكري الكوبي الذي صادرته السلطات على متن سفينة شحن كورية شمالية في يوليوز الماضي "ينتهك دون شك" قرارات الأممالمتحدة القاضية بحظر استيراد وتصدير السلاح إلى كوريا الشمالية، مبرزة أن التسريبات الأولية لتقرير مفتشي الأممالمتحدة تفيد أن "الأسلحة ليست عتيقة كما ادعت كوبا، بل يرجح أن تكون موجهة للاستخدام بكوريا الشمالية". وفي صلة بالموضوع ذاته، أشارت صحيفة (بنما أمريكا) إلى أن التقرير الأولي لمفتشي الأممالمتحدة أقر بأن الأسلحة المصادرة "توجد في حالة جيدة والعديد منها ما زالت جديدة"، مبرزة أن التقرير يتعارض والتصريح الرسمي لوزارة خارجية كوبا التي أشارت إلى أن "الأسلحة عتيقة كانت في طريقها إلى كوريا الشمالية للتصليح ثم أعادتها كوبا".