خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية، اليوم الثلاثاء، مقالاتها الرئيسية للتعليق على موقف الإدارة الأمريكية إزاء الأزمة السورية، والنقاش حول مخطط أوباما المتعلق بالبيئة، وميثاق القيم بإقليم الكيبيك بكندا، إضافة إلى إغلاق المعبر الحدودي بين بنما وكوستاريكا بسبب الحركات الاحتجاجية. وهكذا، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) في مقال بعنوان "أوباما يدرس توجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا" أن الضربة العسكرية المحتملة التي ستكون محدودة جغرافيا وزمنيا، تمثل عقابا على استخدام الأسلحة الكيميائية. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذا الإجراء سيكون رهينا بعاملين اثنين يتعلقان بالمشاورات مع الحلفاء وقرار الكونغرس، وكذا إيجاد أساس قانوني لها. من جهتها، اعتبرت (نيويورك تايمز) أن هناك احتمالا كبيرا بأن أوباما يفكر في رد عسكري حول الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري، والذي تعتبره واشنطن "واقعا قائما". وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة تصريحات لكاتب الدولة في الخارجية جون كيري، أمس الاثنين، أكد فيها أن استعمال دمشق للأسلحة الكيميائية يوم 21 غشت أمر "لا يمكن نكرانه"و"لا يغتفر" و"غير أخلاقي"، مشيرة إلى أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية دافع بقوة عن القيام برد عسكري على النظام السوري. بدورها، أوضحت (يو إس آي توداي) أن إدارة أوباما ستجد نفسها في مأزق إذا ما أنكرت استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، إذ يمكن أن تفقد مصداقيتها ليس فقط في هذا البلد، لكن أيضا في الخارج. في موضوع آخر، كتبت صحيفة (دو هيل)، التي يصدرها الكونغرس، أن الرئيس باراك أوباما يحاول تجاوز الكونغرس في ملف المناخ، مشيرة إلى أن نجاح أجندة الرئيس في هذا المجال يعتمد على معايير يجري إعدادها الآن من قبل وكالة حماية البيئة. وأضافت أن مخطط الرئيس أوباما لمكافحة الاحتباس الحراري، الذي يقضي بوضع معايير جديدة للانبعاثات كما يشجع على الاستعمال المكثف للطاقات المتجددة، يواجه معارضة قوية من وسط الأعمال. وسجلت بهذا الصدد أن الجمهوريين والمجموعات الصناعية تعتبر أن المعايير الجديدة لإدارة أوباما، التي سيكشف النقاب عنها في شتنبر المقبل، تهدد بالرفع من سعر فاتورة الطاقة وكذا برفع نفقات المنازل ومحطات الوقود. أما يومية (بوليتيكو)، فقد تناولت الملف الشائك المتعلق بسقف الديون، مشيرة في هذا الصدد إلى تصريحات وزير الخزانة جاك ليو الذي حذر الكونغرس من أن الحكومة ستصطدم بسقف الاقتراض في منتصف أكتوبر المقبل. واعتبرت الصحيفة أن هذا المسؤول استبق الموعد المرتقب لما يبدو أنه سيشكل مواجهة مثيرة للجدل في الخريف المقبل بين إدارة أوباما والجمهوريين، مضيفة أن ليو شدد على ضرورة تحرك الكونغرس في أقرب وقت ممكن قبل أن يصبح عدم القدرة على السداد وشيكا. وبكندا، كتبت يومية (لابريس) أنه لم يتم الكشف بعد عن المشروع الجديد لميثاق القيم بإقليم الكيبيك، وأن نية الحكومة التي يقودها الحزب الكيبيكي بزعامة السيدة باولين ماروا واضحة وتسعى إلى "خلق أزمة حول قضية هوية بالإقليم"، معتبرة أن "خطر حظر الرموز الدينية من كل الأماكن العمومية بعد عقود من القبول بها يعتبر بالفعل رسالة إقصائية ليس لها مبرر". وفي مقال بعنوان "فضيحة نفقات الغرفة الأولى في البرلمان: سقوط أول الرؤوس"، علقت صحيفة (لودوفوار) أن الفضيحة أسقطت ضحيتها الأولى بعد إعلان النائب ماك هارب الذي أعلن أمس الاثنين عن استقالته وقبوله سداد الفاتورة كاملة للتعويضات عن الإقامة الثانوية والتي تصل إلى 230 ألف دولار. وأضافت (اليومية) أن عضو الحزب الليبرالي السابق (59 سنة) أعلن تخليه عن المعركة القانونية التي باشرها سابقا ضد لجنة النظام الداخلي بالبرلمان مع تمسكه بأن "دفاعه عن نفسه لا يتعلق بالمال، بل لكون اللجنة عاملته بشكل غير عادل". من ناحية أخرى، عنونت (لوسولاي) أن "القاعدة تصل إلى فالكارتيي"، مبرزة أن الاستخبارات الكندية تعتقد أنها تمكنت من الكشف عن عضو يشتبه في انتمائه إلى القاعدة أتيحت له إمكانية الولوج عدة مرات إلى القاعدة العسكرية (فالكارتيي) بالكيبيك بفضل عمله كسائق شاحنة. وقالت إن السلطات الكندية تمكنت من جمع عدة دلائل مكنت من الإعلان عن أن التونسي زهير المغراوي (49 سنة) "شخص غير مرغوب فيه فوق التراب الكندي" مطالبة إياه بالرحيل عن البلد بسبب "انتمائه إلى منظمة إرهابية". وأشارت إلى أن الاستخبارات تشتبه في ارتباط المغرواي بالقاعدة حيث تردد على محيط أحمد رسام الذي تم اعتقاله سنة 2000 لتورطه في محاولة تفجير مطار لوس أنجلس. أما ببنما، فقد تطرقت صحيفة (لا برينسا) إلى إضراب أرباب شاحنات النقل الدولي بالمعبر الحدودي (باسو كانواس) بين بنما وكوستاريكا والذي شل لليوم الرابع على التوالي المبادلات التجارية لبنما مع بقية بلدان أمريكا الوسطى، مبرزة أن الجمعيات المهنية البنمية تقدر الخسائر الأولية بحوالي مليون دولار، فيما هدد رئيس الجمهورية ريكاردو مارتينيلي بمقاضاة حكومة كوستاريكا لإخلالها ببنود اتفاق بين البلدين وقع في مارس الماضي لوقف إضراب مماثل. في خبر آخر، أقر الرئيس البنامي ريكاردو مارتينيلي بمسؤولية الدولة، متمثلة في وزارة الصحة وصندوق الضمان الاجتماعي، في وفاة تسعة مواليد جدد في يونيو الماضي بسبب حقنهم بأدوية تضم مادة كحولية يحظر وصفها بالنسبة للمواليد الجدد، مشيرة إلى أن الرئيس أقر بأن "ما حصل كان بسبب خطأ بشري، ويتعين أن يتحمل مرتكبه المسؤولية أمام عائلات الضحايا".