خصصت الصحف الصادرة اليوم السبت بأمريكا الشمالية حيزا مهما للحديث عن الأخبار المتعلقة بأحداث الشرق الأوسط وخاصة التفجير المزدوج بلبنان واستعداد قوات الولاياتالمتحدة لأي تدخل عسكري محتمل ضد النظام السوري، واعترافات زعيم الحزب الليبرالي الكندي باستهلاكه الماريخوانا وترميم المناجم المتخلى عنها بكندا، والتدبير السيء للأموال العمومية ببنما. وكتبت (نيويورك تايمز) أن التفجير المزدوج بالسيارات المفخخة الذي شهدته مدينة طرابلس ، الواقعة شمال لبنان، عمق الانقسام الطائفي بالبلد المتأجج أصلا بسبب النزاع السوري، معتبرة أن الهجمات، الأولى التي تستهدف مساجد منذ تصاعد أعمال العنف بلبنان خلال الأشهر الأخيرة، فاقمت المخاوف من غرق الشرق الأوسط في دوامة حرب لا نهاية لها بين السنة والشيعة. في الملف السوري، نقلت صحيفة (يو إس آي توداي) أن البانتاغون بصدد نشر قواته البحرية قرب سوريا استعدادا لأي تدخل محتمل إذا ما قرر الرئيس أوباما توجيه ضربات عسكرية ضد نظام بشار الأسد بعد مزاعم حول استعمال الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة. في السياق ذاته، علقت صحيفة (بوليتيكو)، في مقال بعنوان "محبط من النظام السوري، البيت الأبيض يجرب دبلوماسية البوارج"، ان الرئيس أوباما حاول بشتى الطرق، من بينها الضغط الدولي، منع بشار الأسد من تجاوز "الخط الأحمر" المتعلق بالأسلحة الكيماوية، موضحة أن أوباما أخرج يوم الجمعة الورقة الجديدة والتي تتعلق بدبلوماسية البوارج. غير أن الصحيفة أكدت أن التدخل العسكري الأمريكي ما زال مستبعدا في هذه المرحلة، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي تطرق إلى قواعد القانون الدولي التي يتعين أخذها في الحسبان وأولاها الحصول على تفويض من الأممالمتحدة قبل أي تدخل محتمل في سوريا. بخصوص الوضع الإنساني للنزاع، أشارت (لوس أنجلس تايمز) في مقال بعنوان "الجيل الضائع بسوريا" إلى أنه وفق إحصائيات الأممالمتحدة وجد أزيد من مليون طفل سوري أنفسهم مجبرين على الفرار. وتابعت الصحيفة أن هذه الوضعية تشكل "لمحة كئيبة أخرى لنزاع خلف أزيد من 100 ألف قتيل"، مبرزة أن "الأممالمتحدة ترى أن النزاع السوري تسبب في أسوأ أزمة نزوح خلال العقدين الماضيين، والأرقام مازالت في ارتفاع بالوتيرة ذاتها المسجلة خلال الإبادة الجماعية برواندا". وأشارت إلى أن الأطفال يشكلون حوالي نصف النازحين ضحايا النزاع الذي دخل سنته الثالثة، وان حوالي 740 ألف من بينهم تقل أعمارهم عن 11 سنة. بكندا، كتبت صحيفة (لو سولاي) أن رئيس الحزب الليبرالي بكندا جاستن ترودو احتل ، هذا الأسبوع، واجهة المشهد السياسي الكندي، كما جلب اهتمام الإعلام بعد اعترافه بتدخين الماريخوانا بشكل عابر حينما كان نائبا في البرلمان، متسائلة "إن كان من الواجب لومه على اعترافه هذا الذي يرى فيه نوعا من الصراحة والشفافية". واعتبرت الصحيفة أنه من الصعب تصور ان نائبا برلمانيا كنديا يقر صراحة انه انتهك القانون الجنائي حتى ولو تعلق الأمر بجنحة صغيرة، مشيرة بالمقابل إلى أنه يوجد هناك بون شاسع بين مقتضيات القانون والمجتمع حول قضية الماريخوانا ونوع من النفاق من الجانب المتشدد في القضية والدليل هو فشل المقاربة الزجرية في حالة الماريخوانا. وتساءلت (لو سولاي) إن كان وراء الاعتراف دوافع سياسية من جانب ابن رئيس الوزراء السابق من أجل استقطاب الناخبين التقدميين إلى الحزب الليبرالي على حساب الديموقراطيين الجدد"، مبرزة ان خيارات الناخبين الكنديين ستكون واضحة إذا ما أفرزت الانتخابات مواجهة جاستن ترودو والوزير الأول الحالي وزعيم حزب المحافظين ستفين هاربر. على صعيد آخر، اهتمت صحيفة (لو دوفوار) بترميم 679 منجم متخلى عنه مشيرة إلى أن "دافعي الضرائب الكنديين من يتعين عليهم دفع فاتورة الترميم المقدرة بحوالي 2ر1 مليار دولار"، وأن حكومة إقليمكيبيك التي يقودها الحزب الكيبيكي "لا تريد اقتسام الكلفة مع أرباب الصناعات المنجمية" علما أن الحزب كان مؤيدا لهذه الفكرة حينما كان في المعارضة. وأضافت ، في السياق ذاته ، أن وزيرة الموارد الطبيعية في حكومة الإقليم مارتين واليت اشارت أمس الجمعة إلى انها ستقدم خلال الأسابيع المقبلة مخطط عمل ممول بالكامل من الأموال العمومية من أجل ترميم المناجم المتخلى عنها والقضاء على تلوثها، مشيرة إلى أن حكومة الإقليم لن تفرض اية رسوم خاصة على شركات التعدين من اجل تمويل جزء من المخطط. بدورها، توقفت (لا بريس) عند "قدوم الدعاة الإسلاميين المتشددين المستقرين بأوروبا إلى مونريال من أجل المشاركة في مؤتمر بالمدينة"، معتبرة أن "المعارضة تشتد مع اقتراب موعد وصولهم إذ من المرتقب تنظيم 3 مظاهرات أمام قصر المؤتمرات يوم 7 شتنبر المقبل". وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إحداث صفحات بالموقع الاجتماعي فايسبوك من أجل الترويج للمظاهرات التي ستنظم تزامنا مع اليوم الأول من اللقاء المثير للجدل، معتبرة أن المسؤولين عن مقر انعقاد اللقاء تشبثوا بموقفهم كون المؤتمر لن يتم إلغاؤه رغم المظاهرات ورسائل الاحتجاج التي بدأت تصل تباعا. أما ببنما فقد توقفت صحيفة (لا برينسا) عند استطلاع رأي أبرز ان 75 في المائة من البنميين يعتبرون أن إدارة الرئيس ريكاردو مارتينيلي "تسيء استعمال الأموال العامة حين يتعلق الأمر بالصفقات العمومية"، موضحة أن الاستطلاع جاء بعد الكشف عن صفقات بكلفة مالية مبالغ فيها بكل من الهيئة الوطنية للسياحة ومؤسسة الدفاع عن الشعب. بدروها، توقفت صحيفة (لا إستريا) عند فشل المفاوضات بين وزارة التربية والتعليم والنقابات، أمس الجمعة، لإيقاف إضراب الأساتذة الذي دخل يومه ال24 بسبب اعتراض النقابات على مرسوم وزاري يعتقدون أنه "سيفتح الباب أمام خوصصة التعليم ببنما"، مبرزة أن الإضرابات امتدت إلى الطلبة والتلاميذ ما أدى إلى مواجهات مع الشرطة خلفت اعتقال عدد منهم وإغلاق مؤسسات تعليمية بالعاصمة بنما.