لمْ تعد قلوبُ الفرنسيين تفهُو إلى السياحَة في مصر وتونس والمغرب.على إثر ما تشهدهُ من احتجاجات عنيفة زادتْ حدة وتيرتها في أعقاب الربيع، وكذَا تنامِي مخاطر حصول هجمات إرهابيَّة. إذْ أضحَى قطاعَ السياحَة وضعٍ حرج، بالغ الخطورة، حسبَ مَا وقفتْ عليه صحيفَة "لاديبِيشْ" الفرنسيَّة، استناداً إلى انطباعاتِ استقتهَا منْ مهنيي القطاع بأوربَا. استهدافِ الغربيِّين في منطقة الساحل، كمَا في البلدان المجاورة، وتوالِي تهديداتِ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامِي، خلفَ استياءً عارمًا لدَى الفرنسيين، وخلقَ لديهم توجسًا من مصر وتونس والمغرب. حسب لاديبيش، سيما من مصر، التِي تعانِي غياب الاستقرار السياسي، وسطَ احتجاجات عنيفة في القاهرة، بصورة تجعل السُّيَّاحَ يصرفُونَ النظرَ عن أرض الكنانة، كوجهة للاستجمام والتاريخ. ففرنسَا التي كانت من بين أكثر 5 دول في العالم، تُصدر السياح إلى مصر، تراجعتْ اليوم إلى المرتبَة 11، بانخفاض تدفق السياح بنحو 11 بالمائة خلال سنة واحدة، بعدما جاءت تهديداتٍ القاعدة صريحَة، وغير مشجعة على السفر إلى مصر، الذِي أصبح حكرًا على من تقتضِي الضرورة انتقالهم إلى هناك. بيدَ أنَّ سؤالاً يطرحُ في هذَا الصدد حولَ ما آلت إليه قلوب الفرنسيين مع وجهتي تونس والمغرب، غداة الحديث عن انفراط العقد بين السياح الفرنسيين وبين مصر. ليفِيد الجواب بأنَّ الاستياء حصلٌ أيضاً في البلدين المغاربيين، وإن كان بدرجة أقل، حسب ما يمكنُ رصدُهُ لدَى منظمي الرحلات السياحية. وَحينما يفر الفرنسيون من وجهات المغرب وتونس ومصر، فإنَّ الروس والألمانيين والبريطانيين، يبدُون أقلَّ خشيَة في إقدامهم على زيارة المغرب وتونس ومصر، حسب قراءَة لمدير ديديِي أرينُو، مدير مكتب للدراسات السياحيَّة، في رأيٍ تشاطرهُ أيضاً، مديرة مكتب السيَاحة المصرِي، ناهِد رزق. تونس التِي تجتاحهَا الاحتجاجاتُ بين الفينَة والأخرى، بتقلبِ الأوضاع السياسيَّة، كانت قد دعت من جانبها السيَّاح إلى الاحتراس، وإنْ لم يكن الأمر يتعلقُ حسب السفارة التونسية في باريس، سوَى باحتجاجاتٍ تحصلُ قد تحصل في أيِّ مكانٍ آخر، ومن ثمَّة فلَا داعيَ إلَى إعطَاء الظاهرة حجمًا يكبرُ ذاك الذِي توجدُ عليه في واقعها. بالانتقال إلى المغرب، الذِي دعت القاعدة إلى الابتعاد فيه عن الأماكن التِي يحتشدُ بها عدد كبير من الناس، لمْ ينسَ السياحُ الفرنسيُّون هجمات "أركانة" الإرهابيَّة، فِي أبريل 2011، بمطعم مراكشي، راح ضحيتها 17 شخصاً لقوا حتفهم، كانُوا فرنسيين في غالبيتهم. بلغة الأرقام، تراجعت حجوزات الفرنسيين إلى أقل من 40 في المائة بالنسبة إلى تونس، شأنها شان الحجوزات في المغرب التي تراجعتْ بدورها، فيما اختفت تقريبًا بالنسبة إلى القاهرة ومصر عمومًا، باستثناء سيَّاح البحر الأحمر، البعيد عن صخبِ الاحتجاجاتِ والإضراباتِ. في كل هذَا يطرحُ سؤَالٌ حولَ المستفيد من تراجع إقبال الفرنسيين على مصر وتونس والمغرب، . ليكون الجوابُ بالتحول إلى وجهات متوسطيَّة أخرى كاليونان وإسبانيَا وإيطاليَا، فرغم الأزمة الاقتصاديَّة فِي تلك البلدان ومجابتها لإشكالات الميزانيَّة تنعمُ ببعض الاستقرار السياسي، يقول جون مارك روزِي، احد الفاعلين الأوربيين في قطاع السياحة، حتى وإنْ لم تكن السياحة في أحسن حالاتها، إجمَالاً، إذَا ما علمنَا أنَّ حجوزات شهر يوليو المنصرم، لم تتقدم إلَّا ب1.5 في المائة. مع نزوع نحو تفضيل الوجهات الآسيويَّة، كالتايلاند التِي تأتِي في المُقدمَة، إلى جانب الولايات المتحدَة وكندَا.