يشهد قطاع السياحة في دول شمال إفريقيا تراجعا كبيرا بعد مرور عام على قيام ثورات الربيع العربي، المغرب، تونس ومصر، دول تعتبر تاريخيا الوجهات السياحية المفضلة في هذا الوقت من السنة لدى الأوروبيين و خاصة الفرنسيين منهم . وكالات السفر في فرنسا مثلا سجلت انخفاض المبيعات في اتجاه شمال أفريقيا بنسبة ٪ 26.6، حسب ما أفادت رابطة منظمي الرحلات السياحية الفرنسية، الأسبوع الماضي في معرض السياحة العالمي ، "عرفت مبيعات وكالات الأسفار الفرنسية في اتجاه مصر تراجعا ب ٪ 32، وتونس ب ٪ 29، و المغرب ب ٪1'' يؤكد 'رينيه مارك شيكلي' رئيس الرابطة. الوضع في المغرب مختلف قليلا، سوق السياحة في هذا البلد مازالت تستقطب بشكل مستقر نوعا ما منظمي الرحلات السياحية، و الفرنسية بالدرجة الأولى. و يرجح هذا الاستقرار إلى عدم تطور المظاهرات في المغرب كما وقع في تونس و مصر، و من المتوقع جدا أن تؤثر الأحداث الحالية في مدينة تازة و أقاليم الحسيمة على القطاع السياحي إذا استمرت و انتقلت إلى مناطق أخرى من البلاد. "كان لدينا 3300000 سائح فرنسي في عام 2011، و قد انخفضت النسبة ب %1 مما كانت عليه في سنة 2010'' يقول سعد بزات، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة في فرنسا. أما العدد الإجمالي لزائري المغرب فقد سجل 9,3 مليون سائح حسب وزارة الاقتصاد و المالية المغربية، العدد عرف تراجعا ملحوظا في صفوف الفرنسيين و الأسبان، و يتوقع أن يرتفع هذه السنة بسبب الأزمة الاقتصادية. استقرار عدد السياح في المغرب لا يعني بالضرورة تحسن الأوضاع، فعدد الليالي المسجلة قد انخفضت ب %6,4 مقارنة مع السنة الماضية أي أن مصاريف السياح قد تراجعت، نفس الشيء بالنسبة للوجهات داخل المغرب، فالإقبال على مدن مراكش، الدارالبيضاء، أكادير و فاس تراجع هو الآخر لصالح مدن وجدة، السعيدية و الصويرة التي تعتبر أقل كلفة. و تشكل إسبانيا ( أكثر من 50 مليون سائح ) الوجهة المنافسة لهذه الدول بسبب قربها الجغرافي ، و يراهن المغرب على زبناء من الطبقة الميسورة لتعويض النقص في شهر فبراير 2011 الماضي (%35.4 -) لمبيعات الرحلات السياحية، "لدينا قاعدة تأثير إيجابية على تونس ومصر، ولكن ليست لدينا بعد في المغرب"، تقول متحدثة باسم نادي البحر المتوسط. و أثرت الاحتجاجات التي عرفتها هذه الدول على مدى أكثر من سنة على إقبال السياح الأوروبيين ، ما جعل أغلب وجهاتهم طويلة المدى، نحو المكسيك وجمهورية الدومينيكان وآسيا. "في العام الماضي خسرنا 500000 سائح فرنسي مقارنة مع سنة 2010، رقم كارثي 1.4 مليون سائح لهذه السنة'' يقول عامل حشاني، مدير مكتب السياحة التونسي في فرنسا. وكانت عائدات السياحة في تونس قد انخفضت بحوالي 40٪ سنة 2010 "إن حجوزات صيف هذا العام هي على قدم وساق بالنسبة لتونس، خصوصا في جزيرة جربة، لكن ليست بمستويات 2010'' يضيف راشيل بيكار، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك فرنسا. و لكن الوضع في مصر هو الأكثر صعوبة من حيث المبيعات، وسوف يستغرق سنتين على الأقل ليعود إلى وضعه الطبيعي هذا في حالة ما إذا استقرت الأوضاع هناك. و تساهم السياحة المغربية بنسبة ٪7,8 في الناتج الداخلي الإجمالي وتشغل حوالي608.000 شخص، و قد وضع المغرب ما يسمى بالمخطط الأزرق الذي يرمي إلى استقطاب 20 مليون سائح في أفق 2020، هذا و رصدت الحكومة المغربية الحالية 500 مليون درهم كميزانية لوزارة السياحة.