العنوان يعطي الانطباع بأن الموضوع يتعلق بإحدى الوصفات الجاهزة التي انتشرت في هذا الزمان؛ مثلا: كيف تتعلم الصينية؟ كيف تنظم وقتك؟.. كيف تفوز بقلب حبيبتك؟.. كيف تخسر 10 كيلوغرامات في أسبوع؟؛ والجل سيتابع ليعرف الوصفة السحرية للثراء لأنه من منا لم يحلم أن يكون ثريا؟ ومن منا لم يبحث في يوم من الأيام عن طرق، وأساليب تحقق الثراء بسهولة ويسر. فهل هي فعلا وصفة سريعة؟ أم وراء تحقيق الثراء الكثير من العناء؟ عادات تساعد على الثراء لكي تصبح غنيا، ومن أصحاب الثروات عليك اكتساب عادات، وقواعد تنتقل بك إلى مستوى تفكير الأغنياء؛ هده العادات أجمع عليها أثرياء العالم الذين تحاصرهم الكاميرات، وأخبارهم، وآراؤهم تتصدر عناوين الصحف والمجلات؛ فاخترت بعض آرائهم في الغنى لمن أراد أن يسير على دربهم منها: – ارتكب الأخطاء، ولا تخش ارتكابها، وتعلم منها لأن الفشل يزيد من خبراتك، ويساعدك على تطوير مهاراتك؛ – لا تجب بنعم على كل اقتراح أو عرض قدم لك، وتعلم أن تقول لا؛ – تحمل مسؤولية أفعالك، ولا تقدم الأعذار، والحجج إذا لم تنجح؛ – كن صبورا، ولا تتعجل، وضع أهدافا صغيرة تقودك إلى الطموح الكبير؛ – تحول إلى آلة لإنتاج الأفكار المبدعة، واطرح الأسئلة ففيها تقبع الفرص الحقيقية التي تقودك للنجاح؛ فمعظم الاكتشافات الكبيرة أتت نتيجة سؤال طرحه أحدهم في يوم ما؛ – حافظ على صحتك بتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم الكافي لتجديد الخلايا، وإعادة شحن الجسم بالطاقة، لأنه لا يمكنك أن تصبح غنيا، وأنت في المستشفى؛ – رافق الأشخاص الإيجابيين المتفائلين لأنهم سيدعمونك، وينثرون حولك الطاقة الإيجابية؛ كانت هذه أهم القواعد التي ينصح بها كبار الأثرياء لتحقيق الثراء؛ فابدأ بممارستها، والتزم بها على الأقل مدة سنة، وستلاحظ أثر ذلك على تفكيرك، وعلى الفرص والآفاق التي تفتح أمامك. سبل الثراء يوجد لدى الكثيرين الانطباع بأن الاستثمار في البورصة هو أسهل، وأقصر السبل لتحقيق الثراء؛ لكن بالنظر إلى قائمة الأغنياء في العالم سنجد أن مصدر ثرواتهم لم يكن بالمضاربة في أسواق الأوراق المالية؛ حيث هناك سبل أخرى للثراء منها: الاستثمار في بناء العقارات، الحصول على ميراث ضخم من الأسرة، مبادرات اقتصادية خلاقة تبدأ صغيرة ثم تتوسع لاحقا، وتتحول لأكبر الشركات في العالم؛ مثل جيف بيزوس الذي بدأ بفكرة خلاقة بسيطة، وأسس شركة "أمازون" وكيف أصبحت الآن؟ بل هناك سبيل آخر جديد للثراء ربما لم يخطر على بال أحد، أو يستغربه البعض؟ سنتعرف عليه. الثروة العالمية القادمة قديما كانت بعض الدول تتخلص من النفايات بالطرق التقليدية مثل الطمر في باطن الأرض، والحرق، لكن هذه الطريقة لها جوانبها السلبية تتمثل في تسرب الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، والإضرار بالتربة. وفي ظل التنافس الاقتصادي بين الدول المتقدمة، ومع تزايد أطنان النفايات التي تخلفها شعوبهم، وتؤثر سلبا على البيئة، والصحة أجمعوا على ضرورة تدوير النفايات لتصبح هذه المخلفات من أكبر الثروات التي تملكها بعض الدول منها بلجيكا، ألمانيا، الصينوالسويد التي أصبحت تستورد النفايات لتدويرها، والاستفادة منها على شكل وقود يستخدم في التدفئة، وتوليد الطاقة؛ حيث استوردت نحو 860 ألف طن من النفايات، والتي بلغ وزنها 6,6 مليون طن، وتلقت أموالا مقابل ذلك. والجدير بالذكر أن السويد تحرق هذه المخلفات في مصانع خاصة لتحويلها إلى طاقة، وتوليد الكهرباء لما يقارب 260 ألف منزل، وتأمين 30 في المئة من التدفئة المركزية ل 900 ألف منزل. وقال رئيس الاتحاد السويدي لإدارة النفايات (... استيراد النفايات يبدو مستغربا لكن تدويرها أصبح الاقتصاد الجديد). أما الصين فقد ابتكرت خطة لتدوير 450 طنا من النفايات؛ حيث قامت ببناء أكبر مصنع لمعالجة النفايات، وتحويلها إلى طاقة، وخصصت لذلك 20 ألف عامل للتدريب وتعلم فرز النفايات حتى يسهل إعادة تدويرها. ويسعى الاتحاد الأوروبي للحد من إلقاء القمامة والتي تزن أكثر من 160 مليون طن سنويا، وإعادة تدويرها لأنها الثروة القادمة. ومن القمامة ما نفع والدول التي أصبحت غنية بتصدير القمامة النرويج، إيطاليا، رومانيا، بلغاريا حيث تستورد منها السويد كل مخزونها من النفايات. وللذين يخططون أن يكون مصدر ثروتهم النفايات لا تقلقوا من تقلص كميتها؛ بل ستزيد بنسبة 70 في المئة بحلول سنة 2050، وفق ما جاء في تقرير البنك الدولي، وأضاف أن البلدان المرتفعة الدخل تولد 34 في المئة من نفايات العالم، أما منطقة شرق آسيا فمسؤولة عن توليد 23 في المئة من جميع النفايات، ومن المتوقع أن يزيد توليد النفايات في إفريقيا أكثر من ثلاثة أضعاف المستويات الحالية، واستنادا إلى حجم النفايات المتولدة تشير تقديرات البنك الدولي أن 1,6 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون قد تم توليدها من معالجة النفايات، وهو ما يمثل حوالي 5 في المئة من إجمالي الانبعاثات في العالم. هذه الإحصاءات، والمعلومات عن تدوير النفايات للتذكير والاطلاع فقط؛ لأن الموضوع الرئيسي هو الثراء عن طريق النفايات. إذن إذا كنت تحلم بالثراء، والدخول لنادي الأثرياء ما عليك إلا بالعمل في البترول الجديد، وكن حائزا للنفايات، ومطلعا على كيفية نقلها عبر الحدود، وحاصلا على الترخيص الذي يحدد بنص تنظيمي، ومراعاة المواصفات التقنية، والاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان شروط السلامة، والمحافظة على البيئة، والأهم من ذلك الاطلاع بتمعن على القانون رقم (28.00) الصادر بتاريخ 7 دجنبر 2006 والمتعلق بتدبير النفايات بالمغرب. والذي يحتوي على 86 مادة. فأمامك الكثير من العمل الجاد، والسعي الدائم؛ فأعظم النجاحات وراءها سنوات من العمل المتواصل والمضني، وحظ سعيد.