مئاتُ الأطنان من الحشيش تهربُ بسريَّة، كل سنة، من المغرب صوب أوربَا، لا يدخر تجارها جهداً فِي البحث عنة سبل وحيل جديدة لنقلها بطريقة غير قانونية إلى الوجهة الأخرى من المتوسط. فِي ظل تبوئ المغرب مكانة بين أكبر منتجِي القنب الهندِي، على المستوى العالمي، ب47.500 هكتار من المساحات المزروعة، حسب التقرير الأخير لمكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة. قدرَ إنتاج المملكة من الحشيش، ب 38.000 طن من الحشيش و760 طن من الراتنج. وبالنظر إلى الإقبال الكبير على الحشيش المغربي فِي أوربَا، فإنَّ القنب الهندِي يجدُ لهُ كل يوم حيلا جديدة وطرقاً برية وبحرية وجوية إلى القارة العجوز. فرغمَ وجود حراسة مشددة يأبَى المهربون من جانبهم، إلَّا أن يبتدعُوا ألف حيلة وحيلة، كي تصلُ بضاعتهم إلى بر الأمان. وفيما يلِي بعض الحيل التِي يلجؤونَ إليهَا. منتوجات البحر في مستهل بداية شهر يوليوز، حجزت مصالح الشرطة بالجنوب الإسباني، حواليْ 900 كيلو من الحشيش، تم وضعها في لفائف بلاستيكية صغيرة، ثم رصت في صناديق خاصة بالسردين المجمد، حيث تم إخفاؤها بإحكام. إلى أن تم إنزالها في شركة مختصة في تجميد الأسماك بقادش، مع تحويلها إلى فيلا فاخرة بماربيا. قبل أن يتم اعتقال المهربين الأربعة عشر، وتفكك الخليَّة. السردين ليس المنتوج البحري الوحيد الذي يستعين به المهربون من أجل نقل الحشيش إلى الضفة الأخرى. ففي أكتوبر من 2012، كانت الشرطة قد أحبطت حيلة لتهريب الحشيش، على المنوال نفسه، بحجز عدة أطنان من الحشيش، تم شحنها في حاوية، بأكادير. الخضر والفواكه شاحنات نقل الخضر والفواكه، يتم استعمالها أيضاً بين الحين والآخر، من أجل تهريب الحشيش. في السابع والعشرين من أبريل المنصرم، حجزت الشرطة الإسبانية، كمية قياسية، بلغت 32 طنا من الحشيش في ميناء الجزيرة الخضراء. فبينما كان عناصر الشرطة يراقبون شاحنة مبردة، معبأة بالبطيخ قادمة من المغرب. اكتشف رجال الحرس المدني الإسباني 24 صندوقا خشبيا مشحوناً بالحشيش. قدرت قيمتها ب50 مليون أورُو. في كمية عدت الثانية من نوعها في إسبانيا، بعدما تم حجزُ 36 طنا كأكبر شحنة عام 1996 في منطقة غاليسيا بإسبانيَا. في الأسبوع الماضي، فقط، تم اكتشاف سبعة أطنان من القنب الهندي على الحدود الإسبانية الفرنسية بهانيدايْ، في شحنة بضاعة من البرتقال والكوسا. تنضافُ إلى حيل أخرى، من قبيل إعطاء القنب الهندي شكل تفاحة أو حبة بطاطس، يتم تعبئها في حبات خضر تم إفراغها. كما لو ان الأمر يتعلق بصناديق خضر عادية، تمر بسلام حتى وإن تعلق الأمر بأجهزة كاشفة في الجمارك. الجسد الآدمِي فِي أعمال تهريب أقل تنظيما، قياسا بما تلجأ إليه الشبكات الكبرى من حيل في تهريب المخدرات. لا يتردد بعض الأفراد في الخروج من المغرب ببعض الكيلوغرامات من الحشيش في أحشائهم. ففي مدينة سيت بفرنسا، على سبيل المثال، ضبطت سيدة فرنسية من أصول مغربية، يبدُو أنَّ فيلم Midnight Express قد ألهمها، وقد جعلت حزاماً حول جسدها من 1.6 كليوغرام من الحشيش تحت جلبابها. أمَّا فِي يوليوز 2012، فقد تم تفكيك شبكة من تسع عشرة مغربية، كن يلجأن إلى تهريب كبسولات حشيش في أحشائهن، وهن في الطريق إلى إشبيليَّة، عبر الطائرة، لولا كشف جهاز السكانير لهن وإحباطهن لمخططهن.