ما زالت الحرب ضد المخدرات مستعرة في المغرب، حيث أتلفت مصالح الدرك الملكي بدائرة غفساي بإقليم تاونات، مؤخرا، بإتلاف أزيد من ثلاثة أطنان من المخدرات وذلك بحضور السلطات الإقليمية والأمنية. "" وأفاد مصدر أمني أنه جرى إتلاف 3000 كيلوغراما من القنب الهندي سنابل، و300 كيلوغراما من بذور القنب الهندي، مشيرا إلى أن عملية الحجز تمت أثناء تفتيش أحد المنازل بدوار تافرانت بالجماعة القروية تمزكانة، فيما تمكن صاحب المنزل من الفرار. وذكر المصدر أن مذكرة بحث صدرت في حق صاحب المنزل للاشتباه في تورطه في ترويج المخدرات، مبرزا أن عملية الحجز، التي جرت خلال الأيام الأخيرة، تندرج في إطار الجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية بتنسيق مع المصالح الأمنية لمحاربة زراعة القنب الهندي بالإقليم. وفي شفشاون جرى حجز 4.7 أطنان من المخدرات عقب تفكيك عصابة تتكون من خمسة مهربين. وذكر مصدر أن عملية التفتيش بمقر سكن المشتبه بهم، مكنت من حجز أربعة أطنان من مخدر القنب الهندي في سيقانه (حالته الخام)، و400 كيلوغرام من مسحوق مخدر القنب الهندي، و250 كيلوغراما من مخلفات القنب الهندي، و35 كيلوغراما من مسحوق مخدر الشيرا. واعتقل أحد أفراد العصابة وتقديمه إلى العدالة، فيما يجري البحث بشكل مكثف عن معاونيه، الذين جرى تحديد هوياتهم. وعالم التهريب في المغرب مليء بالغرائب والعجائب والحيل، لكون أن ممتهني هذا النشاط غير القانوني لا يذخرون جهدًا في ابتكار حيل جديدة وإحداث تقنيات خداع لا يتقبلها عقل، وذلك بهدف تحقيق مبتاغهم ألا وهو إخراج بضاعتم نحو الديار الأوروبية. وكانت آخر الحيل الماكرة تشغيل المتقاعدين من طرف الإسبان كسياح لنقل المخدرات من المغرب إلى الجزيرة الإيبيرية، واستعمال الفوانيس التقليدية كعبوات لتخزين الحشيش من طرف الإيطاليين. إلا أن تشديد عمليات المراقبة وإغلاق جميع المنافذ، جعل شبكات التهريب الدولية تتفنن في ابتكار حيل جهنمية لتسهيل ترويج المخدرات من بلد إلى آخر. ومن هذه الحيل الذكية التي ابتدعها المهربون للهروب من نقاط التفتيش، هي اعتمادهم المسنين والنساء وحتى المعاقين لتسريب بضاعتهم إلى أوروبا، إذ تمكنت مصالح الجمارك والأمن، أخيرًا، من حجز 57 كلغ من مخدر الشيرا كان مدسوسًا في ثلاثة كراسي متحركة. وجاء ضبط هذه الكمية خلال عملية مشتركة لرجال الجمارك والأمن بالمركز الحدودي "باب سبتة"، إذ توصلوا على أثرها إلى اعتقال أربعة أشخاص، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (رجل وامرأة)، كانوا يحاولون تهريب المخدرات إلى مدينة سبتةالمحتلة بوساطة الكراسي المتحركة. ويأتي هذا في وقت، ذكر تقرير للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة لمنظمة الأممالمتحدة أن هناك تزايدًا سريعًا لتهريب الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا عبر غرب القارة الإفريقية ووسطها، مشيرًا إلى أنه يجري تهريب ما بين 200 إلى 300 طن من الكوكايين إلى أوروبا كل عام عبر القارة. وأشار التقرير، الذي أعلن عن إطلاقه أخيرًا بمقر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، إلا أن متعاطي الكوكايين في إفريقيا يشكلون ما يقرب من 7.6 في المئة من مجموع متعاطيه في العالم، بينما لا يزال مستوى تعاطي الهيروين فيها منخفضًا بنسبة 0.2 في المائة من إجمالي سكان القارة.