هي مسألة رمضانية بالدرجة الأولى.. رغم أنها تغيظ المواطن طيلة السنة: إعلام تلفزي هزيل لا يرقى لتطلعات المواطن الهوياتية الفكرية الثقافية والترفيهية. فإن كان التلفاز وسيلة إخبار تحليل وإبداع، أين هي قنواتنا المغربية من الأخبار، الوطنية منها والدولية، أين هي من قنوات خلقت الخبر عوض نقله، أحدثت الثورات عوض تغطيتها، زعزعت حكومات وأرقت أنظمة وبدلت سياسات عوض تلميعها أو التعتيم عليها. أين قنواتنا من التحليل ونحن نرى برامج وصلت لحد تحليل العقول، وقنواتنا لا زالت تنقل المنقول! كيف لم تستطع قنواتنا أن تقلد القنوات الأخرى في مستوى الثقافة لكنها فاقتها في مستوى السفاهة؟ يقول "بيل ڭييتس": "إن أردت أن ترى كيف يمكن جعل الرومانسية تعني: السلوك الإجرامي، والمعاملة السيئة اتجاه المرأة، والألفاظ النابية، وأخلاق العصابات، وأن تنجب العديد من الأطفال مع شركاء كثر دون زواج.. شاهد التلفاز." ها هي قنواتنا عادلت القنوات الأمريكية في إنتاج السفاهة، لكن سفاهة الأمريكان فن وإبداع.. أين قنواتنا المغربية من الإبداع.. وقد بات ما يسمونه عندنا فنا يدنس العقل ويؤرقه عوض الترفيه والإمتاع.. كل هذا دون أن أتحدث عن هويتنا الإسلامية.. التي حطمتها قنواتنا ومزقتها وجعلت الإسلام ملحقا جنب الرياضة والمطبخ والغناء، جعلوا العبادات مناسبات وبدعا.. يستغنون عنها صيفا ويتذكرونها أيام الاستسقاء، جعلوا رمضان شهر فكاهة بائسة ومسلسلات رديئة، وبرامج تلوى أخرى تعج بالسفاهة والسفالة والانحطاط، يقول تعالى من سورة لقمان: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين". وهل هناك من لهو حديث أكثر مما نراه. لا غرابة أن يجتمع الشعب اليوم أطفاله وشيوخه مطالبين برلمانييه ومسؤوليه بأن يعفونا ويكفونا هم ما يبث على جهاز التفلزيون.. فإننا مغاربة التزمنا أم عصينا مومنون. يضرنا أن نشاهد مع أزواجنا ووالدينا العري والفسق والعهر والفجور على قناة مغربية، تشرذم الهوية، وتضحك علينا بالمسلسلات المكسيكية والتركية، تنتظر أجيالا من المستهلكين الرعاع! برلمان رمضان يطالب الحكومة بإصلاح القنوات التلفزية وإنشاء قنوات ترقى بعقل الشعب المغربي وتحترم هويته الإسلامية! www.facebook.com/elMayssa