قامت قبل قليل، قوات الأمن ، بفض اعتصام نظمه زوال اليوم أنصار دور القرآن بمراكش، أمام المقر الرئيس لجمعية الدعوة للقرآن والسنة بحي الرويضات، للوقوف دون تنفيذ السلطات المحلية قرار إغلاق دور القرآن هذا الصباح، وهو الرفض الذي برّرته قيادات من داخل المكتب التنفيذي لجمعية محمد المغراوي، في تصريحات بكونه غير قانوني ولا يستند على حكم قضائي. وقد شوهدت قوات الأمن وهي تنزل إلى مكان الاعتصام، ساعتين بعد انطلاقه، حيث تم تفريق المحتجين الذين دخلوا إلى مقر جمعية الدعوة للقرآن والسنة، وتم إخلاء المكان بدعوة من اللجنة التنظيمية للاعتصام فور وصول القوات العومية، التي بدت متأهبة للتدخل لفضه، فيما أفادت مصادر مطلعة أن هناك استنفارا أمنيا داخل مستشفيات المدينة الحمراء استعدادا لاستقبال الجرحى. ووفقا لما عاينته هسبريس من أشكال الاحتجاجات الحاشدة، التي انطلقت زوال اليوم وشملت 4 فروع للجمعية (حي سيدي يوسف، رياض العروس، المحاميد والمقر الرئيسي بالرويضات)، فقد شنّ المعتصمون هجوما شرسا على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مطالبة إياه بالتراجع عن قراره بإغلاق دور القرآن، حيث رفعت شعارات مستنكرة من قبيل: "يا احمد يا توفيق.. مني جيتي وحنا في الضيق" و"يا رحمان يا رجحيم.. التوفيق في الحجيم"، و"كون تحشم يا مندوب.. هذا الحق ماشي الكذوب".. فيما طالب المحتجون الحكومة ما فيها وزارة الأوقاف اللجوء إلى سياسة الحوار والوضوح، فيما دعوا الملك محمد السادس إلى التدخل العاجل ل"حماية دار القرآن وكتاب الله". وفي تعليق منه على الحدث، قال حماد القباج، منسق الوطني لجمعيت دور القرأن، في تصريح خص به هسبريس، إن المغرب يعرف محطة من محطات "الانتكاسة" عن مكتسبات ما بعد دستور 2011، و"يشهد انتكاسة في أبشع صورها"، من خلال ما أسماه "الشطط" في استعمال السلطة ضد جمعية الدعوة للقرآن والسنة، مضيفا أن المر وصل إلى حدّ تهديد حفظة القرآن بالضرب. وأضاف القباج أن الجهات المعنية رفضت تسليم الجمعية أية وثيقة من المحكمة تقضي بإغلاق فروعها من دور القرآن، واصفا الأمر بكونه "منكرا" و"خرقا" لدستور دول الحق والقانون، مردفا في التصريح ذاته أن مطالب الجمعية تبقى في العيش الكريم كسائر المواطنين في دولة يحكمها القانون والدستور وعمل المؤسسات، خاتما كلامه بالقول "أغيثونا فإن السلطات تستعمل الشطط ضدنا". أما عبد الكريم الحباقي، عضو المكتب التنفيذي لجمعية الدعوة للقرآن والسنة، فاعتبر القرار مفاجئا وصادما، لكونه "يتناقض مع الدستور الذي صوتت له الجمعية"، مشيرا أن الجمعية الحاضنة لدور القرآن التابعة للشيخ المغراوي كانت "أكبر وأول ممن دعا إلى التصويت على دستور 2011". وأضاف الحباقي في حديثه لهسبريس، أن الجمعية تعاقب الآن من طرق السلطات نتيجة وقوفا إلى صف المساندين للدستور الجديد، مضيفا أن الجمعية ستنصاع لأي قرار قضائي لإغلاق دور القرآن "ولو كان ظالما"، مستنكرا الطرقة التي جاء بها القرار، فينا أكد لهسبريس أن الجمعية ستتخذ قرارات من أجل حل المشكل مع وزرة الأوقاف باحترام المساطر القانونية. محمد ايت مطاعي، عضو تنسيقية الفعاليات الجمعوية المساندة لدور القرآن بمراكش، عبر لهسبريس عن استغرابه واستهجانه لقرار الإغلاق الذي بادرت السلطات المحلية بتنفيذه زوال اليوم، معتبرا إياه "غير قانوني وجائر ومفتعل"، لكون الجمعية تنشط في إطار القانون المنظم للحريات العامة وبالتالي العمل الجمعوي، مشيرا أن الوزارات التي يحق لها التدخل في هذه القضية هي وزارة العدل والحريات وكذا الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.. وأضاف مطاعي أن إغلاق دور القرآن خط أحمر بالنسبة للمراكشيين، "يجب على السلطات أن تحاورنا على ما وراء هذا الخط"، معبرا بشدة عن رفضه لقرار لمنع "نعلن عن تضامنا المطلق مع الجمعية وروادها وكل حفظة دور القرآن الذين يدرسون داخلها"، مضيفا بالقول "كل من يريد أن يهاجم كتاب الله فسيعاقبه له وسنتصدى له".