حزب العدالة والتنمية عازم على قيادة الحكومة إلى نهاية ولايتها. هذا ما يمكن استخلاصه من الكلمة التي ألقاها الأمين العامّ للحزب، عبد الإله بن كيران، في الكلمة التي ألقاها صباح السبت، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي الحزب بمعهد مولاي رشيد للرياضات بالمعمورة. فبلغة واثقة، قال بنكيران "ما نحن اليوم بصدده شيء كبير اسمه الإصلاح، ولا يمكن أن نتراجع إلى الوراء، على الرغم من أنّ الحزب مستهدف من جهات كثيرة ومتداخلة أحصاها من أحصاها، وإن كان إحصاؤها كاملة غير ممكن، ونحن لن ندخل في اللعبة". بن كيران، الذي دافع عن المرجعية الإسلامية لحزبه، قائلا إنّ "الحزب اعتمدها كفكر وعقيدة وإيديولوجية نقولها بدون استحياء، لأنها مرجعية الدولة المغربية، وهي التي وحّدت المغاربة"، أضاف أن معركة الإصلاح في بدايتها، "لأنّ المغرب سكنه منذ الاستقلال منطق موزَّع بين من يرغب في الوصول إلى مآرب متعدّدة، وبين من يريد أخذ الأجر مقابل الصمت". ودون أن يذكر أي جهة بالاسم، أضاف "هناك تنظيمات جعلت الحكم هدفا لها، وعندما عجزت عن بلوغ هذا الهدف ساومت مقابل الحصول على مآرب أخرى، وهذا ما أفسد علينا حياتنا السياسية". مضيفا "الحياة السياسية اليوم فيها أناس، نحن منهم، نيتهم صادقة، يريدون التعاون مع ملكهم، ليس بعقد الصفقات، ولكن بالمعقول". وتعليقا على الدعوات الموجّهة إليه بمغادرة الحكومة في حال عجزه عن الوفاء بوعوده، أو في استمرار الخلافات مع حزب الاستقلال، ردّ بن كيران بلغة ساخرة "هناك من يدعوني إلى وضع المفاتيح، أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وكأنّي لا أرى شيئا"، كما سخر من دعوات فرق المعارضة بمجلس المستشارين بقطع حضور الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة، "بذريعة أنني أخاطب الشعب مباشرة"، وقال "هم طالبوا بتوزيع الوقت ولم أمانع في ذلك، وعندما طالبوا بعقد جلسة مساءلة شهرية في مجلس النواب وأخرى في مجلس المستشارين، قلت لهم الله يسخّر، لقد استجبت لجميع مطالبهم، لكنني ما غاديش نعاونهم باش يْماركيو عليا، حيت الجمهور ديالي ما غاديش يعجبو حال". بخصوص الصراع الدائر حاليا بين حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، قال بن كيران إنّ "الحكومة تشتغل في انسجام تامّ، وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك أخطاء، إذ صدرت مثلا تصريحات غير مناسبة"، كما تطرق إلى الانتقادات التي تطال الحكومة قائلا "إنه من الطبيعي أن تكون علينا "حملة"، لأنّ ما كان يمرّ في الماضي بطرق سهلة لم يعد متاحا اليوم، لأنّ الشعوب استيقظت وتبحث عن الحرية والعدالة". إلى ذلك اعتبر بنكيران الفساد "جبانا، وأنه يتراجع ولا بدّ أن يتراجع، وحْنا ما غاديش نرخيو"، وبعدما شكر الله على نعمة الأمطار التي سقطت خلال الموسم الفلاحي الماضي، قال "كرامة ربانية أنتظرها هي أن ينحصر الفساد ويتقلص في هذا البلد"، كما وجّه رسالة إلى خصومه السياسيين، قائلا "إن الحياة السياسية أصبح فيها أناس كايعيّفو من السياسة، حتى أنني أقول في بعض الأحيان، كيف قدر لي ربّي أن أختلط بهذه المخلوقات".