بعد نجاح حملة "لنَنْعم جميعاً بالدّفء"، التي نظمها متطوعون ومتطوعات من شباب "دار القرآن"، والتي استهدفت أربع مناطق نائية من مختلف أرجاء المغرب طيلة فصل الشتاء الماضي، جدّد الشباب موعدهم مع العمل الخيري من خلال نشاط "بسمة مُسنّ بِلَمسة براعم عطاء"، وهي حملة شارك فيها أزيد من 20 طفل وطفلة، زاروا خلالها نزلاء المركز الاجتماعي للأشخاص المُسنّين بالرباط. النشاط التطوعي، الذي أشرفت عليه جمعية عطاء الخيرية، وهي نتاج حملة "لنَنْعم جميعاً بالدّفء"، عرف تواصلا مؤثرا بين الأطفال ونزلاء المركز الاجتماعي من المُسنّين والمُسنّات، إذ بادرت عائشة الكتاني، إحدى الصغيرات المتطوّعات، بإلقاء كلمة شكر وترحيب، مستهلة كلمتها بقول النبي (ص): "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا"، لتأكد أن هذه الزيارة تدخل في إطار التوقير الواجب على الصغار تجاه الكبار. الطفلة عائشة، أشارت إلى ضرورة استمرار العلاقات بين الأجيال الماضية والحاضرة، قصد الاستفادة من خبرتهم في الحياة، والاستماع إلى نصحهم حول القيم والثوابت الوطنية، فيما عرف الموعد تنظيم موائد مستديرة جمعت الأطفال بالمسنين نزلاء المركز للحديث عن تجاربهم السابقة في الحياة وما لازمهم من قيم التضحية والتكافل وحسن الجوار وبساطة العيش.. وقال جلال اعويطة، أحد مؤسّسي جمعية عطاء الخيرية في تصريح لهسبريس، إن "بسمة مُسنّ بِلَمسة براعم عطاء" هي فكرة ترمي إشراك الأطفال في العمل التطوعي وترسيخ قيم التضامن والمواطنة الصادقة في نفوسهم، إضافة إلى تشجيع اليافعين على المبادرة والتطوع، "خصوصا وأن معيار التقدم في الأمم اليوم مرتبط بنسب العمل التطوعي". جلال يضيف لهسبريس أن الجمعية هي نتاج لنجاح حملة "لنَنْعم جميعاً بالدّفء"، التي نظمها متطوعون ومتطوعات من شباب "دار القرآن" طيلة شتاء العام الحالي، موضحا أنها مؤسسة خيرية تعنى "برفع المعاناة عن كل محتاج مستنيرة بالقيم المستمدة من ديننا الإسلامي"، كما تسعى، حسب جلال اعويطة، لتقديم خدمات متميزة للمستفيدين، "بقيادة فاعلة وبيئة تنظيمية محفزة"، مشيرا أن المؤسسة تستعد لتنظيم "قفة عطاء"، بتوفير إعانات من المواد الغذائية ل200 أسرة ما بين الرباط وسلا والدار البيضاء، بداية شهر رمضان القادم.