قال الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، إنه حزين على الأوضاع الأمنية والاقتصادية الحالية في مصر، وإنه سعى للحفاظ على البلاد باتخاذه قرار التنحي "طواعية" عام 2011، ورفض محاولات أمريكية للتجسس على مصر وإنشاء قواعد عسكرية بها. وفي تسجيل صوتي لمبارك، نشرته صحيفة "الوطن" المصرية المستقلة على موقعها الالكتروني، اليوم الأربعاء، وهو الأول له منذ دخوله إلى السجن قبل عامين، أعرب الرئيس السابق عن ضيقه من إطلاق البعض عليه صفة "الرئيس المخلوع"، عقب تنحيه في ثورة 25 يناير عام 2011، قائلا إن ذلك "عيب"، وإنه تنحى بدون أي ضغوط "حفاظا على أرواح الناس" ول "حقن الدماء"، بالرغم من أنه كان "قادرا على البقاء"، على حد قوله. ولم يتسنَ بعد التأكد من صحة نسبة الحديث المسجل إلى مبارك الذي قالت الصحيفة إن من أجراه معه هو شخصية تتردد كثيرا على مبارك في محبسه بمستشفى سجن طرة بالقاهرة، والذي يقضي فيه فترة حبس احتياطي على ذمة اتهامه في قضايا فساد مالي. غير أن الصوت بدا قريبا جدا من صوت مبارك، وإن بدا واهنا للغاية نظرا لتقدمه في السن (85 عاما) ولوضعه الصحي. وعن رأيه فيما يحدث في مصر الآن في الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ظل الاحتقان السائد بين الرئيس محمد مرسي، الذي تولى الحكم في انتخابات العام الماضي بعد ترشيحه في جانب جماعة الإخوان المسلمين، وبين معارضيه، قال مبارك: "والله.. أنا زعلان (حزين)". وأشار إلى أنه ليس لديه توقعات حول ما إن كانت جماعة الإخوان ستستمر في الحكم أم لا، غير أنه أشار إلى أن الشعب هو من اختارهم، وأن هناك من "يحاول بهدلتى (إذلالي)، ولكننى لن أنكسر؛ فنحن فى الجيش اعتدنا على الشقا"، في إشارة إلى تربيته العسكرية باعتباره أحد القادة السابقين للجيش. وفيما يخص سياسته الخارجية، قال الرئيس المصري السابق إنه منع عدة مشروعات وخطط أمريكية للتجسس على مصر، سواء في مجالات الاتصالات والعسكرية. وتفصيلا قال: "الأمريكان كانوا يريدون إقامة مشروعات للاتصالات بهدف التجسس عليهم فرفضت"، وأنهم كانوا يريدون "عمل شبكة إلكترونية للقوات المسلحة.. طبعا علشان (لكي) الشاشة تكون في إسرائيل وأمريكا؛ فقلت لوزير الدفاع زحلقهم (ارفض)". وأضاف أن "الأمريكيين عادوا مرة أخرى وطلبوا توصيل كافة سنترالات القاهرة، (أي مراكز الاتصالات)، بسنترال رمسيس المركزي (بوسط القاهرة ذي الأهمية الحيوية)"، وقال: "عرفت إن هذا المشروع معناه أن الأمريكيين يقدروا يصيبوا الاتصالات في مصر كلها بالشلل.. يعني لما يتوقف سنترال رمسيس تتوقف كل الاتصالات في مصر"، هذا بخلاف أن "أي مكالمة تجري لازم تعدي (تمر) على سنترال رمسيس.. فرفضت". كما أشار أيضا إلى أنه رفض ضغوطا أمريكية لإقامة قواعد عسكرية في غرب القاهرة وفي برج العرب بمحافظة الإسكندرية (شمال)، معللا ذلك لواشنطن بأن مثل هذا الأمر يحتاج لتصديق من البرلمان ولاستفتاء شعبي. ومن مشروعات "التجسس" الأخرى التي طلبتها واشنطن- بحسب مبارك- تردد FM للقاهرة الكبرى (التي تشمل محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة) ملوحة بقص 270 مليون دولار من المعونة المالية السنوية التي تقدمها لمصر وتبلغ (1.3 مليار دولار)، وهو ما رفضه أيضا. وحول دور الولاياتالمتحدة وإسرائيل فيما يحدث في مصر الآن ودول الشرق الأوسط، لم يقدم مبارك شرحا وافيا، غير أنه أشار إلى أن "كل ما يهم أمريكا هو ضمان أمن إسرائيل في الأساس.. وطول عمرهم بيحاولوا يضغطوا على العرب من أجل هذا الهدف". ولم يعلق الجانب الأمريكي رسميا على ما ذكره الرئيس المصري السابق حتى عصر اليوم. وكان مبارك معروفا بأنه حليف للولايات المتحدة؛ حيث كان يصف علاقة مصر بها بأنها "علاقة إستراتيجية". ورفض مبارك الحديث عما جرى في ثورة 25 يناير التي اندلعت في ذلك اليوم عام 2011 وأنهت حكمه الذي استمر 30 عاما، قائلا: "المسألة خلاص مرت"، كما رفض الحديث دور المجلس العسكري (أعلى هيئة في الجيش)، قبلها وخلالها، قائلا إنه ممكن يتحدث في هذه النقطة في وقت لاحق. غير أنه أكد على أن الجيش المصري "بخير.. فيه أبطال.. وعندهم أسلحة متطورة"، معتبرا أنه "مفيش (لا يوجد) أغلى من الجيش في مصر". * الأناضول