يواصل موقع ويكيليكس نشر مجموعة من الوثائق المتعلقة بحسني مبارك بالرغم من تنحيه عن السلطة ومحاكمته، وحاول أن يبين من خلال مجموعة من الوثائق التي نشرها بداية هذا الأسبوع إبراز الوجه السياسي والدبلوماسي الإيجابي للرئيس المصري السابق. يأتي هذا في وقت قضت فيه محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في جلستها المنعقدة، أمس الخميس، برئاسة المستشار محمد حسن عمر برفع اسم الرئيس السابق حسني مبارك وزوجته سوزان ثابت من كل المنشآت العامة والميادين والشوارع والمكتبات، وألزمت المحكمة رئيس الوزراء بتنفيذ الحكم. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، إن الشعب "اكتشف رحلة فساد مبارك التي بدأت من المنصة وانتهت في ميدان التحرير، واتضح أن الفساد الذي يتم الكشف عنه كل صباح أصبح فوق الخيال.". ولقد كشفت وثيقة نشرها موقع « ويكيليكس » ، صادرة من السفارة الأمريكيةبالقاهرة، بتاريخ 23 مارس 2005، عن أن الرئيس السابق حسني مبارك قال لعضو الكونغرس الأمريكي حينذاك، داريل إيسا، إنه توسل لأفراد الشعب المصري أن يترشحوا لانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد إقرار التعديلات الدستورية، وأضاف أنه كان يطمح في إجراء التعديلات منذ 2003، وكان على وشك الإعلان عنها في 2004، إلا أن الوقت لم يكن مناسبا على حد قوله ووصف التعديلات الدستورية بأنها من أجل مستقبل مصر، وليست من أجله. وقال مبارك، في جلسة استمرت ساعة ونصف الساعة، مع نائبة الكونغرس نانسي بيلوسي، وأعضاء مجلس النواب يوم 20 مارس 2005، إنه استعاد مكانة مصر الدولية في العالم العربي بعد موقفها من « العزلة التامة »، وأصلح العلاقات المتوترة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي. وحول ملف العراق، أشار مبارك إلى استعداد مصر لتدريب المزيد من القوات العراقية، قائلا : إن « أجهزة الأمن العراقية القوية هي مفتاح النجاح في العراق »، وأكد أن مصر لن تسمح لإيران بتطوير الأسلحة النووية، وأبدى دعمه للجهود الديبلوماسية، لكنه اعترض على أي عمل عسكري ضد طهران. وفي فقرة أخرى بالوثيقة نفسها، بعنوان « تحسن مطرد في علاقات مبارك مع إسرائيل »، أوضح مبارك أن بناء علاقات مع إسرائيل « استغرق وقتا »، فمنذ عام 1998 كان رجال الأعمال المصريون يرفضون وجود أي علاقة مع إسرائيل، لكن القطاع الخاص بذل جهودا لكسب تأييد الرأي العام لاتفاقية تأهيل المنطقة الصناعية مع إسرائيل. وفي وثيقة أخرى بتاريخ 10 غشت 2006، هاجم جمال مبارك المعونة الأمريكية لمصر أثناء زيارته بيروت في 8 غشت على رأس وفد وزارة التضامن الاجتماعي، قائلا : إن بعض الدوائر في واشنطن تحاول توجيه العلاقات المصرية الأمريكية، من خلال التركيز على المساعدات الأمريكية إلى الحكومة، مؤكدا أن « المساعدات الأمريكية لمصر لن تلعب دورا كبيرا، كما فعلت في الماضي ».