هذا ليس عنوان فيلم ليوسف شاهين او خالد يوسف ، هذا عنوان ما تعيشه العاصمة الإدارية الرباط ، هذه الأيام بمناسبة الإقبال الذي تعرفه من قبل سياح الداخل والخارج، للتعرف عن قرب عن المدينة ومحيطها ، وعن جديدها ومستجدها ، وعن برلمانها وبرامجه، وعن مهرجاناتها ومواسمها.. المناسبة فصل الصيف ، والصيف يعني للكثير منا الإستجمام والراحة، والعطلة، والخروج عن المألوف في الملبس والمأكل ، وليس في شيىء آخر..!. "" الغريب أن الأنشطة تكثر وتختلف وتتنوع ، فعمال الشركة الإسبانية المتعاقدة مع مجلس الرباط ، لم تخرج عن القاعدة بل كثفت من أنشطتها في وضع < الصابو> لكل سيارة وافدة وتغدو برانية، بحكم الإقبال الكثيف على زيارة العاصمة، والتمسح بطلعة هاماتها الشامخة ، لإشباع فضول معرفة تاريخها العريق: البرلمان ، القصر ، قصبة الأوداية، صومعة حسان، شالة الأثرية.. إلا أن مفاجأتهم بتكثيف إحدى عجلات سيارتهم عند عودتهم ، يخلق لهم بلبلة للإجابة عن اسئلة تتبادر إلى أذهانهم. كيف لم نعلم بهذا الإجراء؟ ومنهم من يتوجه للآلة لأخذ ورقة التوقف فيجد سيارته قد أصاب إحدى عجلاتها قيد < الصابو>. الرواج حدث والكل يبحث عن حل لتحرير سيارته من الاعتقال ، وعمال الشركة التي أسالت المداد الكثير حول قانونيتها وشرعيتها ، من قبل فطاحلة القانون المغربي كالأستاذ عبدالرحمان بنعمرو وغيره، والتي انتهت بعدم شرعيتها ومع ذلك فعمدة مدينة الرباط ما زال يفرض شرعية الشراكة القائمة بين المدينة والشركة الإسبانية التي تستغل المواقف بدون موجب حق كما قال رجال القانون..!. زوار المدينة يستغربون من هكذا ترحاب ، ويستغربون أكثر عندما تسوقهم أرجلهم إلى القيام بلفة قصيرة حول مقر البرلمان، وشارع محمد الخامس، فتكون مفاجأتهم أكبر عندما يسمعون الشعارات المترددة من قبل خيرة خريجي الجامعات، الدكاترة والمجازون الشباب الذين أفنوا زهرة شبابهم في التحصيل العلمي ، وزراويط السلطات المحلية تبحث جادة عن مكامن لإصابتهم بالأذى في كر وفر ، أمام أعين كل عاد و باد ، وكل شاشات الهواتف النقالة التي تعبر بالصورة عن الحدث الجلل في مغرب ينشد الحرية والحداثة والديمقراطية، مغرب الحقوق والقطيعة مع الماضي.. فأي ماض نسعى للقطيعة معه ؟. الرباط تخلق الحدث ، وتقدم لمرتاديها من العرب والعجم، ومغاربة الداخل والخارج ،طابقا متنوعا من الفرجة حول التقدم المنشود في مجال المطالبة بالحقوق ، فيا زوارنا انهلوا من ينابيع التسيير في بلادنا ، ولكم الحق في أن تصدروه لبلدانكم ، لا نود منكم لا جزاء ولا شكورا، وكل عام و أنتم في تجنب صيف قائظ..!.