سلطت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، الضوء على تطورات الأزمة السورية، إلى جانب الانتخابات الرئاسية في إيران، والأوضاع في كل من تركيا ومصر. وكتبت صحيفة (الأهرام) المصرية أن الإيرانيين يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد وسط انحسار المنافسة بين أربعة مرشحين، وتوقعت عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الدور الأول ليتم حسم هذه الاستحقاقات خلال جولة ثانية تجرى بعد أسبوع. وتوقعت الصحيفة أن تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في إيران معدل 75 بالمائة من إجمالي 50 مليون ناخب لهم حق التصويت. أما (اليوم السابع) فقالت إن القوى العالمية تفضل أن يخلف شخص مثل حسن روحاني الرئيس الحالي أحمدي نجاد أملا في أن يتبع سبلا سلمية للخروج من الأزمة التي تزداد استحكاما مع إيران بسبب نشاطها النووي. وفي تطورات الشأن التركي، رأت (الجمهورية) أن إنذار رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، للمتظاهرين زاد من حدة التوتر في هذا البلد بعد يومين من الهدوء النسبي، مبرزة أن متزعمي الحركة الاحتجاجية تعهدوا بالتشبث بمواقفهم وانضم إليهم الآلاف من المحامين في تصعيد لافت بعد اعتقال 45 من زملائهم. وحذرت (الأخبار) من تفاقم الوضع الانساني في سورية بعد نشر تقرير أممي كشف عن أن 93 ألف شخص قتلوا جراء الصراع الدائر في هذا البلد من بينهم ما لا يقل عن سبعة آلاف طفل، موضحة أن تقارير حقوقية ميدانية تتحدث، من جهتها، عن سقوط خمسة آلاف قتيل شهريا في مؤشر على استمرار المجاز على نطاق واسع. وفي الشأن المحلي، واصلت الصحف المصرية نشر سيناريوهات مظاهرات 30 يونيو، حيث كشفت (الوطن) أن الرئيس محمد مرسي بحث مع مستشاريه إمكانية تطبيق الأحكام العرفية في حال خروج الأمور عن السيطرة، وأبدى تخوفه من تمرد الشرطة وانضمام عناصرها للمتظاهرين، فيما نشرت (المصري اليوم) تأكيدات للقوات المسلحة بعدم النزول لقمع المتظاهرين والوقوف على نفس المسافة من كل القوى السياسية. وعن الشأن السوري، نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) الصادرة في لندن، عن الأممالمتحدة قولها إن عدد القتلى في الصراع في سوريا تجاوز عتبة ال 93 ألفا، مشيرة إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر. وأضافت أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير. واعتبرت الصحيفة أن الطفل يظل المتضرر الأكبر مما يجري في سوريا، إذ أكدت مصادر أممية مقتل العديد من الأطفال أو استخدامهم كدروع بشرية أو سقطوهم ضحايا تكتيكات ترهيبية، مضيفة أن (الجيش الحر) يجند القاصرين، بينما يعمد نظام الرئيس بشار الأسد إلى استخدم العنف الجنسي من قبل قوات الجيش النظامي ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الحياة) عن إبداء الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قلقه الشديد من الوضع المتدهور في سوريا، مؤكدا أنه يدرس اتخاذ مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قوله أمس ان أوباما وفريقه للأمن القومي "قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سوريا"، مضيفا أنه يراجع ويدرس "الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضا لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات إضافية في سوريا". وعلى الصعيد الميداني، اشارت الصحيفة إلى قصف (الجيش الحر) لمطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع ما أدى الى تأخير ثلاث رحلات وسقوط جرحى من ركاب بعض الطائرات. وبخصوص إيران، كتبت صحيفة (القدس العربي) عن توجه الناخبين الإيرانيين، صباح اليوم، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم السابع في عمر الجمهورية الاسلامية الايرانية خلفا للرئيس محمد أحمدي نجاد. وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني يراهن على نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي يتواجه فيها خمسة مرشحين محسوبين على التيار المحافظ، في مواجهة ممثل وحيد للتيار الاصلاحي، موضحة أنه يحق لخمسين مليون ناخب الادلاء بأصواتهم من بين ستة وسبعين مليونا هم تعداد الشعب الايراني. وحسب (القدس العربي)، فإن النظام يعتبر أن نسبة المشاركة ستشكل "رسالة بليغة الى أعداء البلاد بأن الشعب يلتف حول نظام الجمهورية الاسلامية خاصة في خياراته الخارجية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، ودعم حركات المقاومة ضد اسرائيل ودعم النظام في سوريا وانتهاج سياسة الكرامة والعزة في التعامل مع الغرب". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الحياة) أن للاقتراع أهمية رمزية، تتعدى كونه إجراء ديموقراطيا دوريا، تتمثøل في أنه الأول بعد الاضطرابات التي تلت انتخابات 2009، وأدت إلى انحسار التيار الإصلاحي، بعد إخضاع المرشحين الرئاسيين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية منذ العام 2011. وأشارت الصحيفة إلى أن حملة المرشح الإصلاحي روحاني نجحت في إحداث زخم انتخابي لم يكن متوقعا، خصوصا في اليومين الماضيين، مستنهضا المعتدلين، والإصلاحيين المعتكفين بعد أحداث 2009، ولاسيما في أعقاب حصوله على تأييد الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، إضافة إلى هادي خامنئي، الشقيق الأصغر لمرشد الجمهورية علي خامنئي. لى صعيد آخر، قالت الصحف الأردنية إن عمان ستشهد حراكا دبلوماسيا نشطا، حيث يصل عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين الدوليين الى الأردن لإجراء مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين، بينهم وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، مضيفة أن الأخير سيجري مباحثات مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، وكذلك مع وزيري الخارجية الكندي جون بيرد، والأفغاني زلماي رسول. وأشارت إلى المباحثات ستتركز حول العلاقات الثنائية والأزمة السورية وسبل إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. من جهتها، ذكرت صحيفة (الغد) جودة تلقى، أمس، اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي جون كيري، تم خلاله بحث آخر مستجدات الأزمة السورية، وجهود إحياء مفاوضات السلام، والدور الأمريكي القيادي فيها. وبهذا الصدد، كتبت (الدستور)، أن "مهمة الوزير جون كيري الشرق أوسطية فقدت بريقها وزخمها، يأتي الرجل ويروح، من دون أن يترتب على جولاته المتكررة، أية نتائج، فالشقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتساع، والزحف الاستيطاني الإسرائيلي يتمدد فوق أراضي القدس والضفة الغربية، وبضاعة السلام الاقتصادي التي عرضها الرجل، لم يجد من يشتريها، بل على العكس من ذلك، فقد أيقظت مبادرة كيري، حركة مناهضة للتطبيع مع إسرائيل في فلسطين". وبخصوص الانتخابات الرئاسية الإيرانية، كتبت (الغد) أن هذه الانتخابات تأتي في ظرف بلغ فيه الانقسام الداخلي حدا دفع ببيت المرشد الأعلى والحرس الثوري، بوصفهما اللاعبين الرئيسين، إلى جعل الأولوية هي النظام وليس المرشح، "فالمهم أن ينجح النظام في عقد انتخابات، بدون توابع زلزالية سياسية كما حصل في العام 2009". واهتمت الصحف القطرية بالدعوة التي أطلقتها من القاهرة أكثر من سبعين منظمة وجمعية إسلامية لنصرة الشعب السوري، حيث ذكرت صحيفة (الراية) أن المؤتمر الذي نظمته (رابطة علماء المسلمين) بهدف بحث دور العلماء في نصرة سوريا أكد "وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي". واعتبرت الصحيفة أن "الرهان الآن على الشعوب أن تتحرك لنجدة ونصرة الشعب السوري بعد أن تخلى المجتمع الدولي أو كاد عن نضال هذا الشعب وكفاحه لتغيير نظام القتل والقمع والاستبداد واكتفى ببيانات الإدانة والشجب والاستنكار وتقديم المساعدات الطبية والغذائي". من جهتها، كتبت صحيفة (الشرق) أن علماء الأمة لم يغفلوا الأبعاد الدينية لهذه الدعوة ومراميها، "بعد أن كشف (حزب الله) اللبناني عن طبيعة الأيديولوجية المذهبية التي يعمل لخدمتها ومن أجلها، وبات واضحا للجميع أن ما يجري على الأرض السورية هو حرب طائفية مقيتة"، مبرزة أن "المعادلة وقواعد الحرب وأدواتها على أرض الشام تغيرت، بعد التدخل السافر لميلشيات (حزب الله) ومقاتلين من العراق ليصبح التدخل العسكري من هذه الأطراف لصالح نظام الأسد له صبغة طائفية واحدة ولون مذهبي واحد". واهتمت الصحف التونسية بعدد من القضايا الداخلية في مقدمتها الجدل الدائر بين الأطراف السياسية حول مسودة الدستور الجديد، حيث أبرزت صحيفتا (المغرب) و (التونسية) أن 22 من نواب المعارضة بالمجلس التأسيسي رفعوا دعوى قضائية إلى المحكمة الادارية للمطالبة بإبطال الاجراءات المتعلقة بإنهاء النقاش داخل اللجان التأسيسية حول أبواب مشروع الوثيقة الدستورية نظرا لما تضمنتها من خروقات مسطرية. كما نشرت الصحيفتان بيانا لستين نائبا بالمجلس أكدوا فيه معارضتهم لمشروع الدستور، وطالبوا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بالتدخل وعدم التوقيع على مسودة الدستور قبل إحالتها إلى المجلس التأسيسي للشروع في مناقشتها في جلسات عامة كمرحلة ما قبل الأخيرة لإقرار الدستور الجديد. في ذات السياق، أشارت (المغرب) إلى إن الرئيس المرزوقي استقبل، مساء أمس، وفدا عن النواب الرافضين لمشروع الدستور، وقالت إن الرئيس "اختار أن يقف في صف المعارضة انتصارا لموقف الكتلة البرلمانية لحزب (المؤتمر من أجل الجمهورية)"، المشارك في الائتلاف الحاكم ويتولى المرزوقي رئاسته الشرفية". من جهة أخرى، اهتمت عدد من الصحف ومن بينها جريدة (الصريح) بالحكم الصادر عن إحدى المحاكم التونسية أمس الخميس، بالسجن النافذ لمدة سنتين في حق مغني الراب، الشاب التونسي ذو الخمسة عشر ربيعا المعروف ب(ولد الكانز) بسبب فيديو يصف فيه رجال الشرطة ب"الكلاب"، مشيرة إلى أن الحكم أثار موجة غضب واحتجاج داخل المحكمة وخارجها ، حيث أقدم مؤيدوه على أعمال عنف أدت إلى تدخل قوات الأمن بالهراوات واستعمال الغاز المسيل للدموع ، كما تعرض عدد من الصحفيين إلى اعتداء بالعنف من قبل عناصر أمنية، وتساءلت الجريدة في هذا السياق عما إذا كان مشروع قانون "حصانة رجل الأمن" قد دخل حيز التطبيق قبل إقراره. في سياق آخر، نشرت يومية (الصباح) حديثا لخبير تونسي متخصص في المجاعات الاسلامية قال فيه إن الأحداث "الارهابية" التي تشهدها منذ فترة منطقة جبال الشعانبي على الحدود الجزائرية لها "علاقة وطيدة " بما يجري في مالي وسوريا، واعتبر أن ما يجمع بين مختلف التنظيمات الارهابية التي ظهرت للوجود بعد مقتل أسامة بن لادن هو "الإيديولوجية التكفيرية والأعمال الخيرية"، مشيرا إلى أن (القاعدة) "غيرت موقع تمركزها مع بداية الربيع العربي وأصبحت قيادتها تتواجد على مستوى الصحراء الليبية والصحراء الكبرى". وحسب الباحث الجامعي، ناجي جلول، فإن جمعية (أنصار الشريعة) التونسية التي يشتبه في تورط أعضائها في أحداث الشعانبي هي "إحدى التسميات الجديدة لتنظيم القاعدة"، موضحا أن هذا التنظيم الارهابي "تخلى عن تنظيمه العمودي منذ التدخل الأمريكي في أفغانستان وعاد إلى تنظيم 1990 غير المهيكل"