التزمت السلطة الحاكمة في قطر الصمت المطبق إزاء تناسل الأخبار والتقارير الإعلامية والسياسية التي تتحدث عن عزم الأمير حمد بن خليفة آل ثان، 61 عاما، نقل السلطة وتسيير دفة الإمارة الغنية بالغاز إلى نجله الأكبر تميم بن حمد، 33 عاما، انتقالا سلميا لأسباب قيل إنها صحية بالدرجة الأولى. ولم تؤكد كما لم تُنف السلطات القطرية الأخبار التي أوردتها صحف عالمية معروفة بخصوص قرب إجراء تغيير جذري في هرم السلطة في قطر خلال هذا الصيف، متمثلا في قرب إعلان الديوان الأميري بأن الشيخ حمد سيتخلى عن السلطة لابنه تميم، وذلك بإعلان الخطوة الأولى المتمثلة في إعلان هذا الشاب رئيساً للوزراء خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ولهذا الغرض يرتقب أن يتنحى رئيس الوزراء الحالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر عن منصبه الحالي، وهي الخطوة التي يُفهم منها رغبة جهات نافذة في قطر حيث يتم الحديث عن عقيلة الأمير بتقليم أظافر رئيس الوزراء والحد من نفوذه المتنامي في البلاد وخارجها. وأبرزت بعض المصادر الدبلوماسية الغربية بأن خطط الأسرة الحاكمة في قطر بنقل الحكم من الأمير حمد إلى ابنه من زوجته الشيخة موزة لم تفاجئ بعض الدول والقوى الدولية لأنها كانت مُطلعة على بعض محاور هذا الانتقال السلمي والسلس للسلطة، من قبيل الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران أيضا. وبررت المصادر ذاتها الحذر الشديد الذي تبديه قطر في الإعلان عن هذه التغيرات السياسية الجذرية في هرم السلطة فيها إلى كون هذه الدولة، الصغيرة حجما، تحظى بقوة وتأثير كبيرين في موازين القوى بمنطقة الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الغربية، وبالتالي قرار حساس من هذا القبيل يتطلب الكثير من الحيطة والحذر. وعلق محللون ظرفاء على هذه الخطوة المرتقبة إذا تمت بالقول إن الشيخة موزة المسند، عقيلة أمير قطر، تقف بقوة وراء هذا التغيير المزمع القيام به، إذ لم تترد في وضع "موزة" في طريق زوجها للتزحزح من منصبه حاكما للبلاد، من أجل عيون ابنها الذي تطمح لتوريثه إبان حياة والده. وترى مصادر إعلامية غربية بأن الشيخة موزة، التي زارت المغرب قبل أيام قليلة، تسعى جاهدة إلى توريث ابنها تميم، المعروف بميولاته نحو تيار الإخوان المسلمون" أكثر من التيار الليبرالي الذي انتهجه والده، من أجل حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، الشيء الذي اعتبره مراقبون بأنه عبارة عن "انقلاب أبيض". ويبدو أن الزمن يكرر نفسه بحيثيات وسياقات مخالفة، فقد سبق للأمير الحالي الشيخ حمد بن خليفة أن بادر إلى القيام بانقلاب "أبيض" على والده عندما كان مسافرا إلى سويسرا عام 1995، ليستولي الابن على كرسي الحكم، وهو ما جعل الحسن الثاني يصفه فيما نُسب إليه حينها بالأمير "العاق" لوالده..