بقلم توفيق بوعشرين صديق الشيخة موزة موزة دخلت إلى الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة ... الذي ارتبط ببنات عمومته ... وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما رسم وخطط لها " حماها " نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم ... الطامح بخلافة والده الذي بدا وكأنه لن يموت.
بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1995 ... كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا ... ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحة كان الأخير ... وان الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم بعد أن حصل على فتوى من يوسف القرضاوي ملخصها ( قل لهما أف وانهرهما والعن سنسفيل المليح فيهما ) نظير أن يظل القرضاوي في منصبه مفتيا للديار القطرية .
في صبيحة يوم الثلاثاء ... قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد ... وعرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه ... وقيل فيما بعد أن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة ... وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة أن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية إلى وصف الانقلاب بأنه " انقلاب تلفزيوني ". وقد تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور ...وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة.
ففي فبراير 1996 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة ... ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل أو بأخر فيها انتصارا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه " إسلامي متطرف " وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية ... وقيل يومها أن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو ... وهذا ما كان حيث أعلن في أكتوبر عام 1996 عن تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي.