الهمة صديق محمد السادس، أوفقير صديق الملك الراحل "" والبصري صديق الملك الراحل، من الصداقة إلى السياسة، كيف ذلك ؟ البصري ورث أوفقير سياسيا، والهمة لأكثر من عشر سنوات في وزارة الداخلية وأجهزتها ورث تركة البصري فهل تستمر الحكاية، كيف ذلك؟ بنفس النسق ولكن بتلوينات مغايرة، لنقترب من الحكاية؟ بين تجربة البصري وتجربة الهمة هناك نقطتان أساسيتان الأولى تتعلق بأن البصري لم يدخل المعترك السياسي مباشرة وظل متشبتا بالسلطة وبالمخزن إلى آخر رمق أسس ما أطلق عليه الأحزاب الإدارية، زور الانتخابات، وشيع بالقرب منه رؤساء أحزاب سياسية يدينون له بالولاء للوصول إلى قبة البرلمان. أما الهمة صديق الملك فسلك طريقا مغايرا قدم استقالته أولا وظلت صلاته بالملك قوية واتجه إلى الرحامنة ليحصد مقاعدها وأسس النواة الأولى لحزبه السياسي كحركة سياسية"حركة لكل الديمقراطيين" إلى جانب كونه قوة اقتصادية يمكن الاعتماد عليها لاحقا...... فهل بالفعل حركة الهمة حركة سياسية بالمفهوم السياسي للحركات السياسية؟ أعتقد بأن حركة الهمة ليست كحركة سياسية بالمعنى الشعبي لاعتبارين أساسيين أنها لم تولد من رحم الشعب أثر حدث سياسي كبير كما انتفاضة 1963 وما نجم عنها من حركات سياسية شعبية يسارية. والسبب الثاني نضالية الرجل بالنظر إلى الهمة كابن مدلل للمخزن سواء في منطقة الرحامنة أو في وزارة الداخلية. والدليل على هذا أن الهمة منذ 1997وهو يزاول مهامه كنائب برلماني لمنطقة الرحامنة ولا يتوفر على تاريخ نضالي ليقود حركة شعبية سياسية بالمعنى المتعارف عليه للحركة السياسية وتبعاتها. إن الدعائم التي سطرت للهمة بالانتقال السريع من شبه مجموعة مخزنية إلى حركة ليست ذا جذور في المجتمع المغربي إلى فعل حزبي فيما يعد يضع الهمة في نفس نسق البصري(نسبة البصري) مع فارق بسيط هو أن الهمة دخل المعترك السياسي بحبائله وأن البصري فضل أن يراقب المشهد ويتحكم فيه انطلاقا من وزارة الداخلية بكل أجهزتها السرية والعلنية. مع الهمة تقف السياسة المغربية منعطفا آخر، منعطف الليونة لأحكام السيطرة انطلاقا من جمع عدد لا بأس به من قادة أحزاب، ساسة، مثقفون، صحفيون، أناس عامون... إن الخيط الرفيع بين الهمة والبصري هو الصداقة المخزنية مع السلطة السياسية وبالضبط مع رأس الهرم السياسي في الدولة وهو الملك كرئيس للدولة. إن هذه العلاقة المبنية على الثقة والصداقة بين الطرفين والإيعاز بإعطاء الإشارة إلى تحريك الفعل السياسي الراكد بعد موات الأحزاب المغربية وتدجينها واستنتاج الخلاصة العامة أن ما يقوم به الهمة في هذا الوقت هو تعبير على استمرارية نفس النسق الذي لن يعمر طويلا وإن عمر طويلا فإنه يستجيب لراهن سياسي تتحكم فيه الملكية وتشعبها اقتصاديا واجتماعيا في مجريات الأمور. إن الصداقة السياسية في المغرب قادت في كثير إلى خلق زعامات سياسية أدت وظيفة معينة خدمت وتخدم الملكية في منعطفات معينة مما يعني أن المخزن يغير رجاله حسب وضع راهن سياسي معين