أعلنت السلطات السورية الجديدة، التي تم تشكيلها بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، عن تعيين أنس خطاب رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة في الجمهورية العربية السورية. وأوضحت الوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" أن القيادة العامة أصدرت قرارها بتعيين خطاب، الذي يعد من الأسماء البارزة في الأجهزة الأمنية المعارضة. يأتي هذا التعيين ضمن سلسلة من التغييرات الهيكلية التي تشهدها المؤسسات الأمنية السورية، في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية بما يتناسب مع الواقع السياسي الجديد بعد سقوط النظام السابق. وقد أشار مراقبون إلى أن هذه التغييرات قد تكون جزءاً من خطة أوسع لفرض الاستقرار في المناطق التي كانت تحت سيطرة الرئيس السابق، وتوطيد سلطة الفصائل المعارضة التي باتت تسيطر على دمشق وعدد من المدن الأخرى. وفي تطور آخر، أطلقت السلطات السورية الجديدة عملية عسكرية في محافظة طرطوس، بهدف "ملاحقة فلول ميليشيات بشار الأسد". العملية التي أعلنت عنها "سانا" تأتي في أعقاب احتجاجات دامية شهدتها المناطق العلوية، والتي تمثل قاعدة الدعم الأساسية للنظام المخلوع. الحملة العسكرية تركز على المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين قوات النظام السابق والمجموعات المسلحة الموالية للمعارضة. هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث تصاعدت التوترات في الغرب السوري، بعد أن خرج الآلاف من أفراد الطائفة العلوية في مظاهرات حاشدة في عدة مدن سورية. تلك الاحتجاجات كانت مدفوعة بنشر مقطع فيديو يظهر اعتداء على مقام ديني للطائفة في حلب، مما أدى إلى تفجر مشاعر الغضب وسط الأوساط العلوية، التي تعد أكبر داعم للرئيس المخلوع الأسد. من جهة أخرى، توضح المعطيات أن تحالف الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية قد تمكن من الإطاحة بنظام الأسد في هجوم خاطف دخل فيه إلى دمشق في 8 ديسمبر. استمر الهجوم 11 يوماً، سيطر خلالها التحالف على معظم المناطق الحيوية في البلاد. ومع دخول القوات المعارضة إلى العاصمة، فرّ الأسد إلى موسكو، وذلك بعد أن تخلى عنه حليفاه التقليديان، روسيا وإيران، لتطوى بذلك صفحة أكثر من 50 سنة من حكم عائلة الأسد لسوريا. يُتوقع أن تواصل السلطات السورية الجديدة العمل على تثبيت أركانها في ظل الظروف المتغيرة، مع مواصلة العمليات العسكرية والتغييرات الهيكلية في مؤسسات الدولة لضمان استقرار الوضع الأمني في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السابق.