تابعت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، التطورات السياسية والميدانية للأزمة السورية، واهتمت بالخصوص بإشكالية المياه في الوطن العربي، وموضوع الإرهاب الذي أصبح يهدد تونس. وبالنسبة للصحف العربية الصادرة في لندن، كتبت صحيفة (القدس العربي) أن الجيش السوري يستعد لتنفيذ عملية واسعة في بلدات ريف دمشق الحدودية وصولا إلى الزبداني بعد الانجاز الذي حققه في القصير، في وقت حذر الجيش اللبناني من أنه سيلجأ إلى القوة لمنع نقل الحرب السورية الى لبنان. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن قوات النظام السوري مدعومة من (حزب الله) اللبناني بدأت بعد ظهر الجمعة هجوما على بلدة البويضة الشرقية، آخر مواقع مقاتلي المعارضة في ريف القصير الذي كان لجأ اليه الاف المقاتلين والمدنيين والجرحى قبل سقوط مدينة القصير الاربعاء الماضي. أما صحيفة (الحياة) فأشارت إلى تصريح مسؤول سوري حكومي أكد فيه أن الهدف المقبل للنظام، بعد القصير، سيكون مدينة حمص ومحيطها، بالنظر إلى أنها تشكل ثالث أكبر مدن سورية ولها أهمية استراتيجية ورمزية للنظام. وأشار إلى أن القيادة العسكرية وضعت خطة يتم تنفيذها الآن، مضيفا أن الجيش سينفذ هجمات سريعة ومتتالية ليضمن المدخل الشمالي لمدينة حمص وهو سيطر على قرية الخالدية الواقعة على هذه الطريق الخميس. وأضافت الصحيفة أن مقاتلي المعارضة صعدوا من جهتهم عملياتهم داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب في محاولة للسيطرة عليه بعد أشهر من الحصار ضمن ما عرف ب"معارك تحرير المطارات" في شمال سورية وشمالها الغربي. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس إرسال قوة سلام روسية لتحل محل القوة النمساوية التي تعتزم الانسحاب من هضبة الجولان. ونقلت الصحيفة عن بوتين قوله "نظرا إلى الوضع الصعب الذي يتبلور اليوم في هضبة الجولان، سيكون بإمكاننا الحلول محل الكتيبة النمساوية التي ستغادر هذه المنطقة"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمقترح يمكن أن يتحول واقعا "فقط إذا أبدت القوى الإقليمية اهتماما، وإذا طلب منا الأمين العام للأمم المتحدة ذلك". وحسب (الشرق الأوسط) فإن العرض الروسي يأتي غداة إعلان وزير الدفاع النمساوي، جيرالد كلوغ، أن عناصر بلاده ال378 سيغادرون الجولان خلال أسابيع. وأشارت (الحياة) في السياق ذاته إلى أن أهمية عرض بوتين يعود الى أن مشاركة القوات الروسية تطمئن الإسرائيليين في هذه المنطقة التي يتخوفون من أن تشكل نقطة مواجهة سورية إسرائيلية، وذلك على الرغم من الدعم الذي تقدمه روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد. وأوضحت أن إسرائيل تتخوف من أن تقع المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان في أيدي قوى يمكن أن تصعد المواجهة معها، بعد أكثر من أربعين سنة من الهدوء. وعن المسيرات والفعاليات التي نظمت أمس في العديد من بلدان العالم تحت اسم "المسيرة العالمية إلى القدسالمحتلة"، أكدت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحية تحت عنوان "القدس في ضمير العالم" أن العالم بأكمله قال كلمته بكل وضوح، "وهي أن فلسطين حاضرة في قلوب الملايين من الأحرار، وأن كل محاولات تغييبها عن قلوب الأمة وشعوبها وأحرار العالم ستبوء بالفشل، وأن فلسطينوالقدس الشريف في ضمير العالم أجمع". وبخصوص إشكالية المياه في الوطن العربي، شددت صحيفة (الراية) على ضرورة "وضع خطة مشتركة للأمن المائي العربي في إطار الاستراتيجية السياسية والأمنية العربية وذلك لمواجهة التحديات المائية خاصة وأن أغلب الدول العربية تعاني من شح في المياه كما أن بعضها التي تملك أنهارا تواجه معضلات بسبب أنها دول مصب وليست دول منبع". وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "الأمن المائي العربي"، أن العرب "باتوا أمام خيارات صعبة في ما يتعلق بموضوع المياه خاصة بعد أن بدت بوادر أزمات المياه تظهر على السطح بشكل جلي، كما أن الأمن المائي العربي مرتبط بالأمن الغذائي والاستقرار السياسي والاقتصادي ولذلك فإن القيام بجهد عربي مشترك لمواجهة التحديات المائية وتفعيل استراتيجية مشتركة للأمن للمائي العربي بهدف مواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في مجال المياه هو المخرج لهذه الأزمة التي أطلت بظلالها". وبالنسبة لاهتمام اليوميات الإماراتية، كتبت صحيفة (الخليج) أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لم يفصح عن المعطيات التي لديه والتي تجعله متفائلا بالتوصل إلى تسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما لم يكشف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن القرائن التي لديه وتجعله متفائلا أيضا مثل كيري، موضحة أن تفاؤل كيري وعباس ظهر مباشرة بعد اجتماعهما في رام الله قبل أسبوعين ثم تجدد خلال منتدى دافوس الذي عقد عند البحر الميت خلال الأسبوع الماضي. وأضافت انه في الوقت الذي كان الرئيس الفلسطيني والوزير الأمريكي يعربان عن تفاؤلهما، كانت إسرائيل تقوم "بكل ما يمكن أن يؤدي إلى نسف أي تفاؤل من خلال مشاريع تهويد متلاحقة في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة وآخرها مخطط استيطاني جديد يشطر الضفة إلى قسمين". وتساءلت (الخليج) "أيهما نصدق تفاؤل عباس وكيري الافتراضي، أم مشاريع ومخططات إسرائيل الفعلية التي تنسف أي تفاؤل في هذا الخصوص¿"، مبرزة أن أي تسوية مفترضة لا علاقة لها بالأرض التي يمكن أن تقوم عليها دولة فلسطينية، هي "مجرد تمويه وقتي، لأن إسرائيل تقوم بابتلاع كل الأرض وتعمل على تهويدها ولن تبقي شيئا لدولة أو شبه دولة أو حتى ما يمكن مبادلته وفقا للمبادرة العربية الأخيرة". من جانبها، قالت صحيفة (البيان) إن المنطقة العربية تعد "واحدة من أفقر المناطق التي تعاني شحا في المياه في العالم"، مبرزة أن مصطلح الأمن المائي العربي "يبدو مفهوما لأن موضوع المياه يشكل حياة أو موتا في الكثير من الدول العربية والمشكلة الكبيرة أن معظم مصادر المياه في العالم العربي تنبع من خارجه". وأوضحت أنه في هذه الأيام تبرز مشكلة منابع النيل التي تسعى دولة المنبع لأن تقيم عليها مشاريع قد تضر وتنتقص من حقوق دول المصب وهي السودان ومصر ويبدو من خلال ما يثار في الإعلام حول هذه القضية أن ثمة "استخفافا من بعض السياسيين في هذه الدول بهذا الموضوع الاستراتيجي بالنسبة لمصر والسودان"، مشيرة إلى أنه "لا ينبغي التعامل مع موضوع الأمن المائي بهذه البساطة من قبل أي حزب حاكم .. لأن هذا الموضوع أساس حياة الناس والمفروض أن يخرج من إطار الألعاب السياسية". واهتمت الصحف اللبنانية بانتشار الجيش في طرابلس (شمال) ومحيطها ونجاحه في وقف الاشتباكات بين فريق مؤيد للنظام السوري في منطقة باب محسن وآخر مؤيد للمعارضة السورية المسلحة في باب التبانة، وتداعيات سقوط بلدة القصير السورية في أيدي الجيش النظامي السوري مدعوما بمقاتلي (حزب الله). وقالت (السفير) "في طرابلس، يقرر الجيش خوض اختبار الهيبة والقدرة، فينجح حيث لم يكن أحد يتوقع ذلك، في ضوء التجارب المتراكمة منذ ثماني سنوات، والتي ذهب ضحيتها نحو ألفي شخص بين قتيل وجريح معظمهم من الأبرياء، فضلا عن تدمير أحياء وممتلكات وترويع مدينة بأكملها"، مضيفة "ولعل العبرة، في أن لا يتردد الجيش من جهة، وأن يشكل الدعم السياسي من كل أطياف المجتمع الطرابلسي، مظلة له من جهة ثانية، حتى يمضي في مهمته التي ستكون مكلفة على الصعيد الوطني إذا أصابها تعثر ما". واعتبرت (الأخبار) أنه "لم يحصل أن شهدت طرابلس تسيبا أمنيا مثل الذي شهدته يوم الخميس الماضي. مسلحون انتشروا في عموم المدينة. هلع وخوف أصاب كل من كان موجودا فيها يومذاك. ما جعلها تبدو كأنها على فوهة بركان . قبل أن تهدأ الأمور في الظاهر وينتشر الجيش فيها بانتظار حل لم يتبلور"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني في طرابلس لم يضبط إلا بعد يوم دراماتيكي سادت فيه أجواء الرعب والقتل والفوضى في المدينة من أقصاها إلى أقصاها، في مشهد لم تعرفه المدينة في تاريخها". ورأت (النهار) أن "لبنان بدا على وقع احتفالات (حزب الله) بسقوط القصير السورية وتهجير أبنائها إلى القرى الحدودية اللبنانية على أبواب احتمالات عدة قد يكون أهمها أنه غدا على شفير حرب داخلية لم تكن ستقتصر على الفتنة السنية الشيعية التي عززها تدخل الحزب في حربه إلى جانب النظام بل حصلت مخاوف كبيرة من أن تنطلق مجددا كما انطلقت حرب 1975 من المناطق المسيحية في المسيرات الاستفزازية السيارة التي قام بها مناصرو الحزب في هذه المناطق". وتابعت الصحف التونسية تركيز اهتمامها على موضوع الإرهاب الذي أصبح يهدد البلاد بعد الانفجار الأخير الذي شهدته منطقة جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر وراح ضحيته قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش. وفي هذا السياق، قالت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها تحت عنوان (الحقيقة والإرهاب) إن "شبح الإرهاب أصبح يخيم على التونسيين وصار الخوف يزداد يوما عن يوم". وأضافت أنه إذا كان "دخول الإرهاب في تونس في مرحلة خطيرة الآن، فإن الأخطر هو التعامل الرسمي مع ملف انفجار شبل الشعانبي"، مشيرة إلى أنه لحد الآن، فإن التونسيين "ما زالوا عاجزين عن فهم الحقيقة ولا زالوا يفتقدون المعلومة الدقيقة حول قضية صارت تخيف كافة الشعب التونسي"، وأكدت على ضرورة "كشف الحقيقة للشعب قبل فوات الأوان". في ذات السياق، نشرت صحيفة (الصباح) تقريرا مطولا عن أحداث جبل الشعانبي، حيث نقلت عن أهالي المنطقة التي وقع فيها الانفجار قولهم إن هذا "المسلسل الدموي طال أكثر من اللازم"، داعين الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها". وأفادت الصحيفة في هذا الصدد أن قوات الأمن اعتقلت أحد المشتبه فيه قد تكون له علاقة بحادث الانفجار، وهو معلم من سكان المنطقة عثرت بمنزله على أدلة تشير إلى "تورطه مع المجموعة الإرهابية ومن بينها كميات من مادة (الأمونيتر) التي تستعمل في صنع الألغام وبعض الزجاجات الحارقة وسيف وسلسلة تستعمل في الرياضة الحربية وأقراص مدمجة وكتب دينية". من جهتها، اهتمت يومية (الصريح) بالجدل الدائر بين بعض الأطراف السياسية حول مؤسسة الجيش ومدى قدرة قيادتها الحالية على مواجهة خطر الإرهاب، مشيرة إلى دعوة الرئيس التونسي، محمد منصف المرزوقي، خلال اجتماع عقد أمس مع وزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش وخصص ل"تشخيص الوضع الأمني" في البلاد وسير العمليات العسكرية بجبل الشعانبي إلى "النأي بالمؤسسة العسكرية عن أي تجاذب سياسي". كما نقلت عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع قوله إن الجيش "عازم على مكافحة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين في كل ربوع البلاد"، داعيا إلى عدم التشكيك في قدرة الجيش. في سياق آخر، اهتمت يومية (المغرب) بالجدل الدائر حاليا داخل المجلس التأسيسي حول موضوع الدستور والخلافات الحادة بين أعضائه حول مضامين الوثيقة الدستورية. وقالت في هذا الصدد إنه في ظل الأزمة الحادة داخل المجلس فإن مشروع الدستور أصبح يواجه "طريقا مسدودا"، مشيرة في هذا الشأن إلى ما شهدته أمس لجنة (السلطتين التنفيذية والتشريعية والعلاقة بينهما) من "فوضى عارمة" بعد أن رفض رئيسها عقد اجتماع للجنة للانتهاء من صياغة التقرير النهائي حول الدستور، ولجوئه إلى رفع دعوى إلى المحكمة الإدارية، معتبرة أن مثل هذه الممارسات "لا تنبئ بخير وتشير إلى أن مشروع الدستور يواجه طريقا مسدودا بعد أن استحال التوافق بين الحلفاء والفرقاء السياسيين تحت قبة المجلس". ومن جانبها، اهتمت الصحف الجزائرية، بالخصوص، بموضوع رئاسيات 2014 ، حيث انتقدت صحيفة (الشروق) ما يروج له من ضرورة عودة اليمين زروال إلى الحكم في هذه الانتخابات على أساس أنه لا يوجد رجل يمكنه أن يحقق التوافق بين التيارات المختلفة في الجزائر غيره. وأوردت صحيفة (جريدتي) أن رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، شرع في التحضير للإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية لسنة 2014 "بعد حصوله على مباركة المؤسسة العسكرية وعدد من الإطارات السامية في دواليب الحكم الذين أعربوا عن مساندتهم لمشروعه الانتخابي في حال ترشحه".