قال المطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي، تعليقا على سؤال حول ما إن كانت اللهجة المغربية هي السبب في عدم انتشار الأغنية المغربية في الشرق، إنّ مشكلة المشارقة هي أنهم يعتبرون الفنّ، والثقافة بصفة عامّة منحصرة عند حدودهم، دون بقية بلدان العالم العربي، لكنّ الواقع يُثبت ذلك، إذ أنّ كثيرا من الشباب المغربي الذين يشاركون في برامج اكتشاف المواهب، يأتون دوما في الصدارة ويحصدون الألقاب. في السياق ذاته، قال صاحب أغنية "مرسول الحب"، إنّ لجنَ تحكيم برامج اكتشاف المواهب التي تبثها الفضائيات العربية، والتي تتشكل في الغالب من المشارقة، لا يمكنها أن تحكم على الأغنية المغربية، لأنّ أعضاء لجن التحكيم هذه لا يفهون الهجة المغربية، ومعاني الكلمات والتصوّرات التي ينطلق منها كتّاب الكلمات، لذلك فإنّ أعضاء لجن تحكيم برامج اكتشاف المواهب يحكمون على المشاركين المغاربة عندما يؤدّون أغنية مغربية، من خلال الصوت والحضور على المنصّة فقط. وحول ما إن كان يتلقى دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية، قال الدكالي، في الندوة الصحافية التي عقدها بعد زوال اليوم، قبل مشاركته في اليوم الأخير من مهرجان موازين، حيث سيحيي حفلا رفقة المطرب التونسي لطفي بوشناق مساء اليوم بمسرح محمد الخامس بالرباط، (قال) إنه سبق له أن شارك في بعض المهرجانات، مضيفا أنه لا يفهم السبب الذي يجعل منظمي المهرجانات في مختلف أنحاء العالم العربي لا يوجّهون دعوات إلى الفنانين المغاربة، علما أنّ المغرب يستقبل كل عام مئات الفنانين من مختلف بلدان العالم العربي. وعاد الدكالي إلى الحديث عن أغنية "مرسول الحب" الشهيرة، قائلا إنّه يفتخر كثيرا بإعادة غنائها من طرف عدد من المطربين العرب. وعلى الرغم من شهرتها، إلا أن الدكالي كشف أنّ الأغنية لم تتطلب منه سوى ساعة ونصف الساعة من العمل، إذ كانت محتفظا بها، في كناش قدمه له الملحّن حسن المفتي في ستينيات القرن الماضي، يضم كلمات اثنتين وأربعين أغنية، واحتفظ بها لمدّة عشر سنوات، إلى أن قام بتلحينها سنة 1972. وأضاف "أنا أعتبر أغنية مرسول الحب الأغنية العربية الوحيدة التي حظيت بإعادة غنائها عدّة مرات من طرف مطربين آخرين، وأنا فخور بذلك، إذ رغم مرور أربعين سنة على غنائها لأول مرة، إلا أنها تبدو كما لو غنيتها يوم أمس فقط، وهذ سرّ من ربّي". عن واقع العالم العربي، قال الدكالي إنّ الفنان يجب أن يكون له موقف مما يحصل، وأنه سبق أن عبّر في أحد المهرجانات بالقاهرة عن استعداده لإنجاز أوبريت يضمّ أكبر عدد من الفنانين العرب، والقيام بجولة في مختلف بلدان العالم، للتعريف بالقضايا العربية، لكنه لم يتلقَ تجاوبا، وأضاف أنّ قوّة أيّ أمة تكمن في المادّة، لأنّ القوة هي المادّة، لا أكثر ولا أقلّ، وهذه القوة متوفرة عند العرب، الذين يتوفرون إضافة إلى ذلك على القوة البشرية. وعن سؤال حول رأيه في اعتزال المطرب عبد الهادي بلخياط للغناء، قال صاحب "سوق البشرية"، إنّ موقف بلخياط هو قرار شخصي لا يمكن لأحد أن يتدخّل فيه، وأنّ مسألة اعتزال الفنّ هي مسألة اختيار "ونحن لا يمكن أن نفرض على الانسان اختيارا معيّنا". وأضاف "قد يكون اعتزال عبد الهادي بلخياط للفنّ نابعا من دخوله في إيمان عميق إلى حدّ التصوّف، الذي لا يمكن أن يفلت منه الإنسان ويعود إلى حالته العادية إلا بمعجزة، "وهذه حالة عشتها شخصيا قبل ثلاث سنوات، وكدت أعتزل الفن حينها".