حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : لما ضاقت بنفسي نفسي المستاءة من من كل مستاءْ ، وتجمدت في عروق قريحتي حروف الإبداع الموهوب من رب السماءْ ، وملت خلايا دماغي من قراءة ما يكتبه الكتاب العملاءْ ، واسودت علي الدنيا وخاب مني الرجاءْ ، خرجت من داري الشاهدة على جثامين البؤساء التعساءْ ، وقصدت حي الفنانين والأدباء والشعراءْ ، لأبحث عن ابن أبي الرعاية المعروف بالخبث والدهاءْ ، وكلي أمل أن أجد عنده الشفاء والدواءْ ، وأن أنسى ولو لبرهة ما أحياه من كلٍّ وشقاءْ ، ... ووصلت إلى حلقيته المكتظة بالمعارف والغرباءْ ، وطالبته كغيري من المشتاقين لحكاياته العصماءْ ، أن يطلِق صمته بما في جعبته من أخبار وأنباءْ ، فكشر كعادته عن ابتسامته البلهاءْ ، وقال بعد أن حسبل وحوقل وتمعن في الغبراءْ ، : << بسم الله خير الأسماءْ ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الرسل والأنبياءْ ، وعلى آله وصحبه الغر الميامين الأتقياءْ ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض و الجمع واللقاءْ ، وبعد : فيا عشاق الحكمة والحلم والتؤدة والصفاءْ ، بلغوا عني من شئتم من الأصحاب ومن اخترتم من الأعداءْ ، وقولوا لهم بالسر أو بالجهر في الظلمة أو في الضياءْ ، أن الكلام هاهنا إما مديح وإما هجاءْ ، ورأس المال صدق لا يخالطه بهتان أو رياءْ ، والغاية فك قيد ضاقت من شدته الأشلاءْ ، فمن استحق المدح مدحناه من غير إطراءْ ، ومن أوجب على نفسه الذم قدحناه من غير افتراءْ ، وحيث أنه لا يوجد في بلدي الممنوع من السراءْ ، المثخن بالجروح المقتبسة من الضراءْ ، إلا من يستحق القدح مع بعض الإستثناءْ ، فإني أقول ولا خوف علي من سياط الجلاد أو رصاص الجبناءْ ، هْبْل تربح مثل مغربي يعرفه الكل على حد سواءْ ، لم أجد غيره يشفي غليلي للتعليق على ما جرى ويجري في بلد الشرفاءْ ، ففي السياسة كما الإقتصاد وما يلحقهما من بيع وشراءْ ، وفي التعليم كما في الحرية الملتصقة بحروف القدرة والقضاءْ ، وفي الإعلام كما في الأعلام وما لهم من تحركات غريبة عن الإملاءْ ، وفي الرياضة كما في الصحة المضروبة عندنا بألف وباء ووباءْ ، وفي البر كما في البحر كما في التحليق عبر الأهواء والأجواءْ ، لا يوجد إلا الهبل والدجل والخبل والسيادة لمعاني الإستهزاء والإستمناءْ ، والإستمرار في الإستهتار بشعب محروم من أبسط الحقوق على وجه البسيطة المملوءة بالبسطاءْ ، فهذا رجل يختزل الديموقراطية كلها فيى حركة جوفاءْ ، وذاك يصر على أنه تاج على رؤوسنا رغم أنوفنا المزكومة بقاذورات الكبراءْ ، وآخر لا يتكلم إلا عن منجزات ما لها من عد أو إحصاءْ ، حتى إذا وضعنا الفأس في الرأس وجدنا من غير تعب أو شقاءْ ، أن المنجزات تخص دولة أخرى يتحكم فيها الشعب من الألف إلى الياءْ ، وآخر برنامجه الحزبي والسياسي كذب وزور وخيلاءْ ، وآخرون وآخرون تعاونوا على مصلحة الشعب فأفقروه ولا عزاء للفقراءْ ، ولا مفر للتعساء والبؤساء والصغراءْ ، من أولاد وعجلات ورصاص الكبراء والمدراء والوزراء والسفراءْ ،.... وهبل تربح هكذا هي الدنيا ياابن الأشقاءْ ، فريق في الجنان الخضراء والحمراءْ ، وفريق في النيران السوداء الهوجاءْ ، ولمن يرد علي الهجاء بالهجاءْ ، أقول تمهل ولا تسرع فالحكم بالدليل لا بالأهواءْ ، وانظر هل ترى فيها إلا الهبل والحمق والغباءْ ، وإليك عني في هذا الإنشاءْ ، وخذ مني بعضا من هذه الأشلاءْ ، ... "" ألم يتعقل آل باعمران الشرفاءْ ، بعدما مسهم السوء وأصابتهم البأساءْ ، في سبت عرف معنى التعذيب والتقتيل وشهد العديد من حالات الإختفاءْ ، ألم يطالبوا بمعيشة ترفع عنهم ذلة الأذلاءْ ، وتحميهم من شر الرعاع والفاسدين وحماة الغوغاءْ ، فما كان جواب التاج والديموقراطيين ياابن الكرم والوفاءْ؟؟؟ ألم تغتصب البنات بمرأى من عيون الأولياءْ ، ألم تقلب مدينة سيدي إيفني رأسا على عقب ردا على النضال والإباءْ ، ألم تستخذم القنابل والرصاص المنتمي لخانة الأحياءْ ، ؟؟؟ ألم تغلق أبواب الهبل في وجه الجزيرة المغاربية إلى أمد غير قابل للإنتهاءْ ، ألم نشتغل بتقديم الجزيرة ككبش فداءْ ، لننسى ما جرى في المدينة من مجازر سوداءْ ،؟؟؟ أوليس من الهبل يا ابن الجود والعطاءْ ، أن يغلق البرلمان في عز الأزمات الذاهبة بنا نحو الفناءْ ، بدعوى عطلة السادة النواب والوزراءْ ، ودم الباعمرانيين وغيرهم لم تفصل فيه بعد لجان التقصي والإقصاءْ ؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن الرفعة والسناءْ ، أن يكون مهندس تفكيك الأحزاب في عهد عاشوراءْ ، ومخطط الضربات من تحت الحزام لكل من نادى بتطبيق تعاليم الإسلام السمحاءْ، هو من يرعى مسلسل الديموقراطية بحركة تخبط في اليمين كما في اليسار خبط عشواءْ؟؟؟ أليس من الهبل والحمق يا رافضا لهذا الهراءْ ، أن ينصب وزير على خيرة ما لهذا الشعب من أبناءْ ، موهما إياهم بالعمل الجالب للإزدهار والنماءْ ، ليسلبهم بعدما أخذ ما تقدر عندهم من ملايين ما تيسر فيهم من دماءْ ، وليكرم بدل السجن بوزارة يتبع لها كل الوزراءْ ، وليسلخ الضحايا وبأمر منه وبلا استحياءْ ، ؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن فاطمة الزهراءْ ، أن يقول الشعب كله لا لإنتخابات صورية عرجاءْ ، ليرد على صوته بحكومة جبرية لا تجيد إلا العزف والغناءْ ، ولا تهتم إلا بقمع الصوت الحر الرافض لسياسات الركوع والإنحناءْ ؟؟؟ أوليس من الهبل يا أيها المكتوي بنيران الغلاءْ ، أن نتحدث باهتمام عن طبقة وسطى تنتمي لخانة البسطاءْ ، ونجفف دموعها بمناديل التسويف العوجاءْ ، في الوقت الذي تستحوذ فيه طبقة الكبراء والأمراءْ ، على ما للمغرب من خيرات تختلف قيمتها باختلاف المناطق والأرجاءْ ،؟؟؟ أليس من الهبل أن ندق ناقوس الخطر بخصوص سلطة القضاءْ ، وكل من يلج إلى محاكم العدل بمملكة الغرباءْ ، يخرج مدانا بما للرشوة والنفوذ هناك من قدر وقضاءْ ، ولم ندق هذا الناقوس وجنرال من زمرة القمة العلياءْ ، يتهم بقتل مناضل من المناضلين الأوفياءْ ، يجول ويصول في ربوع القصر والقطر بكل حرية واستعلاءْ ، ؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن الفضلاءْ ، أن نذكر الناس بأهمية التعليم في الدروب والأحياءْ ، ودكاترة الشعب يسلخون كما تسلخ البهيمة البكماءْ ، بتهمة التخرج من جامعات العلم والعلماءْ، والحصول على شواهد عليا لا تتوافق ومطالب البلد المكتظ بمثل هؤلاءْ ؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن الرباط ومراكش والبيضاءْ ، أن نحارب سكان المراحيض والكهوف وكل خلاءْ، في الوقت الذي تفوت فيه هكتارات من جنات عدن لأخلاء الأمراءْ ، وتباع فيه أراضي الدولة والأوقاف بثمن لا تشتم فيه رائحة الغلاءْ ، لكل من تشتم فيه رائحة الوزراء والكبراءْ ؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن النبلاءْ ، أن نقدس ما في القصر من حجر وبشر ودلاء وطلاءْ ، ولا نقدس دين محمد خاتم الأنبياءْ ؟؟؟؟ أليس من الهبل يا ابن آدم وحواءْ ، أن نطرب الآذان في كل صباح ومساءْ ، بأسطوانات العهد الجديد وملك الفقراءْ ، وشعارات الطي للكي والغي والبغي وسنوات الظلماءْ ، وأنا وأنت وباقي الرجال والنساءْ ، ينظرون إلينا نظرة السيد للعبيد والإماءْ ؟؟؟ ... نعم يا ابن الفقراء والتعساء والصغراءْ ، إن الحكم إلا لأولاد الأمراء والوزراء والمدراء والسفراءْ ، والقنفد لا يلد أملسا ولا يتزوج بصلعاءْ، وابن الفقير إن كان همة ولعب الحظ معه في أشياء وأشياءْ ، فلن يكون إلا رقاصا لسيده حتى وإن أخفى وجهه بقناع الصدق والصفاءْ ، ... ومتى كان الذئب يرعى مع الغنم في البيداءْ !!! ... نعم يا أيها الإخوة الأعزاءْ ، هو الهبل من يحكم في بلد الأولياء والشرفاءْ ، وبه نساس وبه نداس ويربح الكبراءْ ، ولو أنهم أرادوا بنا وبالبلد خيرا يعم به الهناء والصفاءْ ، لطلقوا الهبل والدجل والإستهزاءْ ، ولحكموا العقل من الألف إلى الياءْ ، ولأدركوا أن السلط المجتمعة عند فرد واحد من الأحياءْ ، هي رأس الرزايا وأم المشكلات والأخطاءْ ، ولأدركوا أن يدا واحدة لا تصفق ولو صعقوها بكل أنواع الكهرباءْ ، ...فذرهم في هبلهم يربحون العداءْ ، وتوكل على الله في كل الأشياءْ ، واعلم أن كل ما قيل في هذه الأثناءْ ، ما هو إلا خربشة مليئة بالأخطاءْ ، فكن عاقلا ولا تسر بسير هؤلاءْ ، .... إنهم بلغوا من الذكاء مبلغا يعرف بمقام الأغبياءْ >> .