القضاة في السعودية أشبه بالملوك. يحظون بمكانة عالية , وينظر لهم من الجميع بصورة محترمة, ولا تراجع قراراتهم إلا نادراً , ويحظون بمزايا مالية كبيرة.في السنوات الأخيرة أصبح من الجائز انتقاد الساسة ولكن القضاة أمر لا يجرؤ عليه الكثيرون. ولكن هذه الصورة المقدسة والاحترام الكبير يبدو أنها بدأت بالانهيار خلال الأيام الماضية فقط. "" فقد نقلت مواقع النت والصحف السعودية صورة أخرى للقضاة غير صورة الرجل التقي والذي يمثل العدالة الإلهية . فقد انتشر في آخر الأيام مقطع لفيديو لقاض معروف بتشدده من مدينة القصيم ,وهو يعاشر خادمة اندونيسية لمدة 25 دقيقة . وقد أظهر هذا الشريط الذي يكشف الصورة الكاملة للقاضي وهو يداعب الخادمة ومن ثم يعاشرها. ولكن هذه كانت أولى المفاجآت فقط, فقط قبضت الشرطة الإماراتية قبل يومين على قاض سعودي بصحبة زوجته المغربية ,وهو يتعاطى الحشيش في أحد فنادق دبي الفخمة . وحسبمصادر خاصةكان القاضي قد أودع مبلغا ضخما في حساب زوجته المغربية (400 ألف ريال سعودي) , وتشاركوا في جلسة للحشيش في الجناح الخاص بهم قبل أن تداهمهم الشرطة . وكان قد أصدرت وزارة العدل السعودية بياناً ينفي وجود قاضي أسمه (محمد سليم نايف) التي نشرته جريدة الخليج تايمز , التي يبدو أنها كتبته بطلب من الشرطة من أجل عدم كشف اسم القاضي . وقبل أيام قام قاضي سعودي بطرد مواطن وعدم سماعه حجته بسبب أن "شنبه" طويل ,ويجب عليه أن يقصه خلال نصف ساعة. وتوجه هذا المواطن إلى الصحافة التي نشرت قصته مثيرةً ردود فعل واسعة جدا . وكان القضاء السعودي قد حكم في قضايا مخجلة وغير إنسانية مثل تدخله في قضية تكافؤ النسب عندما ساهم في تمزيق الكثير من العائلات السعودية بسبب شكوى من أسرة الزوج أو الزوجة بعدم تكافؤ النسب بين الزوجين , الأمر الذي يكشف عن عنصرية القضاء وتعصبه العرقي ولا انسايته. وأثار موقف القضاء السعودي من قضية فتاة القطيف التي أشغلت العالم اجمعه فضيحة كبيرة لم يوقفها إلا تدخل القيادة السياسية في السعودية التي تداركت مثل هذه الأخطاء الكارثية التي تضر بسمعة السعودية . وكانت "السياسي" قد انفردت بنشر التفاصيل الكاملة لقضية " الساحرة" فوزة فالح التي حكم عليها بالإعدام تعزيراً على الرغم من أنه لم تسمع إفادتها ,ولم يعين محامي لها , ولم تناقش شهادة الشهود ضدها. ومن المتوقع أن يثير مثل هذا الحدث , التي سبقته أحداث كثيرة, ضجة كبيرة وهزة عنيفة في سمعة القضاء السعودي التي يواجه منذ مدة طويلة انتقادات سرية في الداخل وعلنية في الخارج تكشف التخبط الذي يعاني منه. وكما يرى مراقبون فإن رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح اللحيدان المعروف بتعصبه يعد أحد أبرز الأسباب بتدهور وضع القضاء في السعودية حيث حوله لأداة خاصة لمعاقبة المختلفين معه فكريا وطائفيا . وحارب اللحيدان بشدة قضية تقنين القوانين ,وذلك من أجل جعله عجينة طيعة في يديه يشكلها كما يريد , كما أنه طرد جميع القضاة الذي يحملون فكرة متطور وعصري , وفرض نوعية متعصبة وفاسدة من القضاة الذين يدينون له بالولاء. وبدت ردة الفعل هذه سريعة جدا من خلال الردود التي علق فيها القراء على مواقع الانترنت التي أصابه مثل الأخبار بالذهول والصدمة . تقول أحد الردود الغاضبة :" إذا هذا واقع القضاة . تحشيش وبنات. فقل علينا السلام". هذا الرد يختصر الكثير من واقع الحال , وإذا هناك اسم ملائم لهذا الصيف فهو بكل تأكيد سيكون :" صيف فضائح القضاة".