استمتع جمهور الرباط بعرض ساحر لمجموعة "تيناريوين" المنحدرة من طوارق مالي، على منصة أبي رقراق بالرباط، في الدورة الثانية عشر من مهرجان موازين، وأطربت "تيناريوين" الحاضرين بأهازيج صحراوية تمزج بين البلوز والروك وموسيقى "الطوارق" خلال أكثر من ساعة ونصف أثبت فيها أعضاء المجموعة أنهم الأفضل لتمثيل هذا الأسلوب الموسيقي. وتفاعل الحاضرون بشكل كبير مع الإيقاعات الموسيقية، وتعالى اسم "تيناريوين" في سماء أبي رقراق تحت هتافات الجمهور الذي قدر بالمئات وخصوصا الجمهور الأمازيغي الذي تصدر الصفوف الأولى بساعات قبل بدأ الحفل. واستمر الحاضرون في الرقص على إيقاع البلوز الإفريقي فيما الأماكن المدفوعة الثمن عرفت حضورا مكثفا للأجانب من جنسيات مختلفة اللذين عبروا عن سعادتهم بحضور هذا الحفل الفني. جمهور واسع وحدت بينهم لغة الموسيقى والرقص في جو جماعي وحملته إلى الصحراء الشمال إفريقية بلباس شعبهم وطقوسهم، ومنهم من حضر خصيصا لمشاهدة الحفل لانتشار صيت المجموعة عالميا. سفراء موسيقى الطوارق بالاتهم الكهربائية قدموا أنغاما صحراوية بنكهة البلوز على وقع كلماتهم الثورية ولهجتهم الخاصة بهم، فغنوا عن الحرية والثورة بموسيقى خفيفة وإيقاعات متكررة على الوزن نفسه في انسجام تام بين أعضاء المجموعة التي هي قبل كل شيء عائلة كبيرة وحركة ثقافية مبدعة في تيار موسيقي فريد من نوعه خولها للفوز سنة 2011 بجائزة "غرامي" لأفضل ألبوم موسيقي في العالم عن إصدارها الخامس " تاسيلي". وصدرت للمجموعة التي يلتف فيها الأعضاء بعباءتهم، ويغطون وجوههم بالشالات احتراما لزيهم التقليدي، العديد من الأشرطة منذ سنة 2000 فيما انطلاقتهم الحقيقة كانت سنة 2001 في مهرجان الصحراء بمالي تين إيساكو، بينما يرجع تاريخ تشكلها إلى أواخر السبعينات في مخيم عسكري تابع لمعسكرات العقيد القذافي في ليبيا لتدريب الطوارق لتشارك في ثورة الطوارق سنة 1990. ثوار من نوع خاص التقوا في معسكرات العقيد، فتركوا السلاح وحملوا الالات الموسيقية ليجوبو المسافات وليعزفوا للناس عن الاستقلال لتتوسع جولاتهم عبر العالم معرفين العالم بقضية وهوية حضارة تحرص الفرقة على إبرازها.