كعادته بعث رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران العديد من رسائله الواضحة والمشفرة إلى حلفائه قبل معارضيه، حيث أكد بأن الحكومة التي يقودها "تعمل بانسجام ولا مشكل فيها" رغم اعترافه بأن هناك "مشكلا في الأغلبية"، لكن "الحياحة أشنو ندير ليهم، والطريدة كاتسالي في الطاجين"، على حد تعبير بنكيران. وربط بنكيران، الذي كان يتحدث خلال يوم دراسي لرؤساء الجماعات والمكلفين بالتعمير بحزبه، اليوم السبت بالرباط، مصير حكومته التي قرر حزب الاستقلال الانسحاب منها، برغبة الملك وقراره بالقول: "نهار مايبغينا الملك في المسؤولية فله واسع النظر". ورد رئيس الحكومة على الخرجات الإعلامية لبعض قادة أحزاب المعارضة، وعلى رأسهم رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بأن "الناس ألفوا في السياسة أن يقفزوا للآخر ليتحدثوا عنه وينتقدونه ويعتقدون أنهم يمكنهم بناء مجدهم بإسقاطه". وأردف مقدما رؤيته لممارسة السياسة قائلا: "السياسة التفات إلى الذات وخاصة التساؤل كيف نحن وحالنا، في الوفاء للوفاء بوعودنا وعهودنا والانسجام مع مرجعيتنا وتحقيق أهدافنا التي انطلقنا منها"، متابعا بأن السياسة "ماشي لعب بل هي أفكار وقناعات بنيت على عقائد، وقد تكون لها تهديدات على حياته في الدنيا قبل الآخرة". "أكره أن تكون السياسة لعبة ولا أريد أن أدخل في هذا اللعب لأن هذه مسؤولية تحتاج للتضحية والصبر.. السياسة عهد وميثاق بيننا من جهة، والله والشعب وجلالة الملك من جهة ثانية"، يورد رئيس الحكومة. واسترسل بنكيران متحدثا "ما قمنا من أجله من إصلاح لا يمكن أن نتخلى عليه لأن المواطنين "ماكيتفلاوش"، بعدما انقشع الضباب والمناورات وعرفنا الناس من نحن"، قبل أن يؤكد "لسنا أنبياء ولا معصومين ولا عباقرة، لكن لابد أن يعترف الوطن بنزاهة أيدينا". رئيس التحالف الحكومي قال في رسالة مباشرة للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، "أقول لبنعبد الله اطمئن، ولن نتخلى عنك لأنك متحالف مع الرجال"، مضيفا "سنبقى ملتزمين بمبادئنا حتى مع الذين لم يوفوا"، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الاستقلال، قبل أن يؤكد "لم أتعرض يوما للأمين العام لحزب الاستقلال بالاسم ولم أسبه، ولكن أستغرب لأقوال بعض الصحفيين المأجورين". وفي سياق ذي صلة استبعد رئيس الحكومة إجراء الانتخابات خلال هذه السنة بالقول "لو استطعت أني ندير الانتخابات كون درتها"، متوجها لرؤساء جماعات حزبه "الانتخابات ليست حساب رياضي، ولا زربة على صلاح، ولكن هي السياسة والتدافع مع الواقع الذي نقول أنه ليس بالسهل"، مضيفا في هذا الاتجاه أنه "إذا استمر استهداف العدالة والتنمية فإن شعبيته سترتفع: وأقول لهؤلاء الرجوع لله".