أخيرا استطاع أبو كبت المعطل أن يصرِّف سنوات الضياع العاطفية التي عاشها, منذ أن رأى النور , ويصدر باكورة أعماله " الطريق إلى نور ", وهو العمل الذي أهداه إلى الأديب الكبير أورهان باموك (الصورة) الفائز بجائزة نوبل للآداب سنة 2004, في نسختها التركية. و قد أثار الديوان المنظوم باحترافية عالية, الرأي العام الأدبي العالمي, لما عرفه من تدفق غريب لمشاعر تقطر رومانسية و عذوبة و تخيم على جميع قصائده , مما اضطر الكاتب التركي إلى التخلي عن إجازته السنوية, ليلتحق بمقر إقامته الدائم بجمهورية الآداب العالمية, ويكتب الفصول الأولى من روايته الجديدة" يوميات مواطن عاش الكبت التاريخي " . "" وقد تمكن أبو كبت المعطل أن يتجاوز سنوات الكبت التاريخي الرهيبة, و يخترق الطبقات الرسوبية المكدسة للفشل العاطفي ,و أن يشرب من بحار الجفاء شديدة الملوحة ,ويقطع غير مبال مفازات الظمأ القاتلة ,و أن ينظم قصائد في عيون نور, على غرار بول ايلوار, و أن يزرع بعضا من أزهار الشعر في الحديقة التركية. و التي تعود في تاريخها إلى الحقبة العثمانية عندما كانت الخلافة تاجا على رؤوس الجميع من شبه جزيرة الأناضول إلى تلمسان , أما المغاربة فقد ظلوا أوفياء للدوحة الشريفة, بعيدا عن الأطماع العثمانية. وقد كان الديوان بمثابة رد عنيف على الصواريخ العابرة للقارات و التي أرسلتها تركيا عبر الفضائحيات, مستهدفة ما تبقى من كرامتنا ,و مسببة إزعاجا كبيرا, و تهديدا واضحا للسلم الأسري, وهدرا للمزيد من الأوقات.فقد أرسل أبو كبت بمعية أبي هدر المعطليْن صواريخ من فئة صدام- تقديرا للشهيد- عبارة عن قصائد في التغزل بنور, نكاية بمهند, الذي خصصا له جناحا كاملا داخل الديوان من قصائد الهجاء الباليستية والعابرة للقارات, يفتتحونها بقصيدة يقولان فيها׃ لعمرك إن مهند بنَ تُرْكٍ ليخلط حبه نَوْك كثيرُ وبعد أن استقبل "مهند" و نور في الرباط استقبال الأبطال الفاتحين ,و عندما مر موكبهم من شارع بطل التحرير , همست نور في أذن حبيبها المظفر مهند, ولم تتردد في استئذانه للذهاب, سائلة بعض السابلة الواقفين تحت شمس الظهيرة القائظة, عن شاعرها المحبوب أبي كبت المعطل ؟ و هل ستنظم مجموعات المعطلين احتجاجا لكي تلتقي به ؟ و لكي تشكره على القصائد الجميلة التي كتبها في عيونها, و سلمها إلى الشاعر الثائر ناظم حكمت, و إلى الروائي الكبير أورهان باموك, و إلى مهندس المؤامرة ضد" مهند" باولو كويلو.ثم اختفت تبحث عنه في الزحام. أما مهند فقد توارى عن القوم , خوفا من أن يراه الشعراء المكبوتون من أمثال أبي كبت و أبي هدر ,فيقصفونه بمزيد من الصواريخ الشعرية الصادمة التي ينتقمون بها لكرامتهم التي مرغت في رغام الأرض ! تبدأ المؤامرة من قولة قالها باولو كويلو مفادها" إذا كان لك حلم حلمك و أردت تحقيقه , فكل الكون مستعد للمؤامرة, من أجل أن تحقق حلمك", و تنتهي بعودة مهند إلى بلاد الأناضول مهزوما , بغيرهدى و لا نور . مع نور التركية و كوثرالمغربية ومجنونها أبي كبت المعطل كل الاحتمالات ممكنة . على المغاربة أن يتحلوا بمزيد من المسؤولية و الجدية, وأن يغمضوا أعينهم, و يربطوا أحزمتهم, ويستعدوا للاقلاع , فكل شروط المؤامرة التاريخية متوفرة ,و أغلب المسالك معبدة لحجز تأشيرة المرور إلى جمهورية الآداب العالمية و لفت أنظارها إلى أجمل بلد في العالم ,وكل الطرق تؤدي إلى ستوكهولم .تصبحون على أدب.