قررت الأكاديمية السويدية منح جائزة نوبل للآداب، برسم سنة 2008، للكاتب الفرنسي جون ماري جوستاف لوكليزيو، تقديرا واعترافا أدبيا وعلميا على المستوى الكوني بمجمل رواياته ومقالاته وإنتاجاته الأدبية المليئة بصور المغامرة والغرابة. ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفائز بجائزة نوبل للآداب ب»ابن كل القارات»، فيما ذهب هوراس انداهل، الأمين الدائم للأكاديمية السويدية في مؤتمر صحفي لإعلان اسم الفائز بالجائزة، إلى أن «أعماله ذات صبغة عالمية. إنه رجل فرنسي نعم، لكنه كثير السفر ومواطن عالمي ورحَال». ومعروف عن الكاتب والأديب جون ماري جوستاف لوكليزيو أنه كثير السفر والتردد على أمكنة معزولة وغريبة من العالم، يستوحي منها كتاباته ويكتشف فضاءات جديدة، خاصة منطقة الساقية الحمراء بالصحراء المغربية، حيث يأتي إليها بشكل مستمر برفقة زوجته المغربية. هذا، وأصر الحائز على جائزة نوبل للآداب على إشراك اسم زوجته المغربية ومساهماتها معه في الكتابة والسفر والاكتشاف ضمن البيانات التعريفية بمساره التي نشرتها الأكاديمية السويدية على موقعها على الأنترنيت وتناقلتها كل وكالات الأنباء العالمية والصحف والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزية، كتشريف وتكريم منه لدورها كزوجة ورفيقة مسار وحياة. وكان ماري جوستاف لوكليزيو قبل حصوله على جائزة نوبل للآداب قد اشترك مع زوجته المغربية في كتابة رواية «أناس السحاب» التي استلهم فيها فضاءات الصحراء بالساقية الحمراء بالجنوب المغربي، من خلال سفر وتيه طبيعي وسط الكثبان الرملية، حيث تعرف هناك عن قرب على الرحل العروسيين ورافقهم في ترحالهم للبحث عن المطر والكلأ فوق جمالهم وشرب من مائهم وأكل لشهور طعامهم. هذا، ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، استنادا إلى موقع الأكاديمية السويدية، أن جون ماري جوستاف لوكليزيو قضى فترات طويلة في المكسيك وأمريكا الوسطى وتزوج من امرأة مغربية عام 1975، وقسم لوكليزيو وزوجته وقتهما بين البوكيرك في نيومكسيكو وجزيرة موريشيوس ونيس، وكتب روايته الاولى بعنوان «التحقيق» عندما كان فى الثالثة والعشرين، وجاء إنجازه الكبير في عام 1980 عندما صدرت له رواية «الصحراء» التي قالت عنها الاكاديمية إنها «تحوي صورا عظيمة لثقافة مفقودة فى صحراء شمال إفريقيا، تقابلها رؤية لأوروبا من خلال عيون مهاجرين غير مرغوب فيهم». معلوم أن الفائز بجائزة نوبل للآداب، البالغ من العمر 68 سنة، سيحصل على مكافأة مالية بقيمة 1,4 مليون دولار أمريكي، وهو المبلغ الذي علق عليه جون ماري جوستاف لوكليزيو بسخرية: «إنه جاء في وقته لتسديد الديون».