ليس للدول أصدقاء، بل لها مصالح فقط، جملة شهيرة للجنرال الفرنسي شارل ديغول، لكن جملة جنرال فرنسا الحرة بقيت مبتورة، لأن الدول في سعيها لخدمة مصالحها تصنع لنفسها الكثير من الأعداء. أعداء المغرب هم أناس تضاربت مصالحهم أو ولاءاتهم الإيديولوجية مع المغرب في لحظة ما، كل منهم اكتشف في فترة من حياته المهنية أو السياسية أو الشخصية أن المغرب هو عدوه الذي تجب عليه محاربته بكل الوسائل، هم قوم توزعوا على القارات والبلدان والمشارب السياسية والفكرية، لكنهم تجمعوا في خندق كره البلد الذي نعيش تحت سمائه. غلاف العدد الجديد ل"مجلة هسبريس" يحمل عنوان "20 شخصية تكره المغرب"، وهو ملف أشرفت على إعداده هيئة تحرير المجلة بتعاون مع العديد من المتتبعين، لنحصي كل تلك الملامح التي يزعجها المغرب، فللجغرافيا قدرها الذي لا مفر منه، وللتاريخ مكره، الجغرافيا والتاريخ أهديانا عدوين طبيعيين هما إسبانياوالجزائر...جارنا الشرقي مازال يشعر بنداء "الحكرة" الذي أطلقه الرئيس الراحل أحمد بنبلة إثر حرب الرمال خريف عام 1963 ، بعدما داست الدبابات المغربية الصحراء الشرقية التي رفضت الجزائر الوليدة إعادتها للمغرب، ولد الحقد في تلك الفيافي وسقته التحولات السياسية إلى أن أصبح كره المغرب دينا يدخل فيه ذوو البزة العسكرية أفواجا، ويدخلون فيه كل من دار في فلكهم في أنحاء المعمور، وتحولت الجزائر إلى ماكينة لإنتاج أعداء للمغرب، بل إنها أنتجت له أكبر عدو في تاريخه الحديث هو جبهة البوليساريو. وقد انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 23 ماي 2013 عملية توزيع العدد 21 ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 24 ماي 2013. كما تنشر "مجلة هسبريس"، في عددها العشرين، ريبورتاجا قويا من إعداد الزميل طارق العاطفي، والذي انتقل نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة الناظور، وبالضبط "جبل كوروكو" ليرصد أحوال المهاجرين غير النظاميين، المتحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد أن تعالت وتيرة الهجمات التي شنّوها على السياجات المحيطة بمدينة مليليّة.. يائسون هم من واقع الحال ويعقِبون الكَرّة بنظيرتها لأجل اختراق باب "الإلدورادو الأوربي" المتموقعة على مرمَى حجر من أحراش غابة كُورُوكُو.. أجساد غالبيّتهم شقّتها الأسلاك الشائكَة، وعظام معظمهم تهشّمت تحت هراوات حرس الحدود.. العاطفي جاب مساحة واسعة من غابة كُورُوكُو الكائنة ضواحي النّاظور، وحلّ ضيفا على ال "أفريكَانُو"، التسمية التي ينادِي بها لسان أهل المنطقة هؤلاء الوافدين، لينقل إلى قرّاء "مجلة هسبريس" صورة عن سكان قرى بدائيَة يأملول في "الرّحيل".. في العدد 21 ل"مجلة هسبريس" أيضا يتابع الزميل عماد استيتو في تبويب "هذا المغرب" قضية معتقلي "الخميس الأسود" والتي تحولت اليوم إلى قضية رأي عام، بعد أن أخذت مسارا خطيرا إثر تناسل الاتهامات التي وجهتها عائلات المعتقلين إلى الأمن بالغلو والتعسف في اعتقال أبنائهم وتعذيبهم داخل مخافر الشرطة، وانتهاك حقوقهم لتقديمهم كبش فداء للتغطية على ما حدث يوم "غزوة الدمار" التي نفذها عدد من جماهير فريق الجيش الملكي في العاصمة الاقتصادية قبل مباراة الكلاسيكو، التي جمعت فريق الرجاء البيضاوي بفريق الجيش الملكي. من جهة أخرى، انتقل الزميل إسماعيل التزارني إلى مدينة أكادير ليرصد ظواهر بيئية خطيرة بهذه المدينة، وكتب تحت عنوان: "عاصمة سوس تختنق": سوائل تتدفق بلون مقرف، روائح كريهة تنبعث من المطرح البلدي، مصانع تخنق السكان بالأدخنة في حي أنزا، وأخرى تصب شوائبها مباشرة في البحر، فيول صناعي بأحد الأودية... رئات أكادير مهددة بسرطان اسمه التلوث، فيما يعود الزميل خالد ماهر ليتناول بالتحليل قضية "الحساب المشترك" تحت عنوان: "بلاك بوكس الديوانة.. من يستطيع الاقتراب من الحساب المشترك"، هذا الأخير الذي صار يوصف بأنه "الطريق السيار لهدر المال العام" في الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة. كما تجدون في العدد 21 من "مجلة هسبريس" نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول: "هل تعتقد أن حزب الاستقلال جاد في قرار انسحابه من الحكومة؟"، إذ صوت 81 في المائة من المشاركين ب"لا"، مقابل 13 في المائة التي أجابت ب"نعم"، وشارك في الاستطلاع أكثر من 36 ألف مغربية ومغربي، وعلق على هذه النتائج في المجلة كل من البرلمانية عن حزب الاستقلال زينب قيوح، وعبد الصمد الإدريسي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية. في العدد 20 أيضا ل"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، نبيل ادريوش ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتير التي خصها الفنان خالد كدار لموضوع صراع شباط وبنكيران، بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد 20 والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد القادم ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.