انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 31 يناير 2013، عملية توزيع العدد الخامس ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، عشية هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 01 فبراير 2013. غلاف العدد الخامس ل"مجلة هسبريس" حمل عنوان: "قتلني التلج"، وهو ريبورتاج صحافي مثير من إنجاز الزميل إسماعيل التزارني، هذا الأخير والذي انتقل إلى مناطق أنفكو وأغدو وتجديرت، التي يعيش أطفالها في هذه الأيام جحيم العزلة والبرد القاتل، "مجلة هسبريس" تكتسح ثلوج الأطلس وتحاول تذويب الجليد في مناطق مغربية بعيدة، نسيها الدفء والمغاربة والدولة.. في أنفكو وأغدو وتجديرت يعانق الأطفال الموت كل يوم، وصرخة واحدة تتردد على كل الألسن هناك، بلهجة مغربية دارجة، لم تكن لتقبل أي تحوير أو ترجمة أو حشو لغوي: "قتلني التلج"، "قتلنا التلج"، "غادي يقتلنا التلج". في العدد الخامس أيضا، تحتفي "مجلة هسبريس" بالكبير الراحل محمد مجد، وذلك عبر تخصيص بورتريه من أربع صفحات، أعده الزميل حمزة محفوظ، لمساره السينمائي والحياتي الغني، هذا الرجل الذي عاش في صمت ورحل في سكون وشموخ، ولم يظهر في أي من تلك الفيديوهات الرديئة متسولا أو ذليلا، اختار المجد في الحياة والموت، التطابق بين اسمه وحقيقته كان حافزا للمجلة لتساهم في تذكير هذا الوطن بأحد رموزه. من جهة أخرى، انتقل الزميل محمد أحمد عدة، إلى قلب سوس ليكون عين القارئ على إحدى معلمات المغرب، التي قليلا ما يتم الانتباه إليها. فقرة الريبورتاج في هذا العدد تنقلنا إلى جنبات وأبراج "سور تارودانت العظيم"، وتقف على حقيقة مدهشة: عظمة السور وسمكه تفوق سور الصين العظيم، السور الذي تتهدده الكثير من المخاطر المناخية والعمرانية، في حاجة إلى تحمل المسؤولية تجاه هذا الحامل التاريخي الكبير. أما الزميل إسماعيل بلاوعلي، فقد اختار الانخراط في النقاش الذي تلا العديد من الممارسات الأمنية، والتي مازال رئيس الحكومة يراوح المكان في اتخاذ قرار صريح وجريء تجاهها، فقرة "هذا المغرب" تطرح، في العدد الخامس للمجلة، أسئلة قلقة من قبيل: ماذا وراء مديح بنكيران لرجال الأمن في قبة البرلمان؟ لماذا لم يتم الاعتذار الرسمي إلى اليوم للبرلماني عبد الصمد الإدريسي؟ وهل يدل هذا على استمرار مسلسل الإفلات من العقاب. تجدون في هذا العدد أيضا "بوليميك" بين المعتقل السابق بتزمامارت، عبد الله أعكاو، و الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديموقراطية، وأعمدة الرأي لكل من إدريس كسيكس، أحمد المرزوقي، فؤاد مدني، ومحمد الراجي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد السادس ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.