"صناعة الانفصاليات" هو العنوان الذي اختاره فريق تحرير "مجلة هسبريس" لغلاف العدد التاسع عشر. اختيار هذا العنوان جاء على خلفية الدور البارز الذي لعبته "الطافلات" (الرفيقات الأخوات المناضلات في عرف بوليزاريو الداخل) في تأجيج الوضع خلال أحداث "السبت الأسود". هكذا انتقل سكرتير تحرير المجلة، محمد أحمد عدة، نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة العيون، ليقتحم مقر عمليات قياديات بوليساريو الداخل، وليسرد في العدد الجديد من المجلة تفاصيل الدور الذي أسند لنساء انفصاليات، يتحدرن من مجتمع قبلي "أميسي"، ينتفض أبناؤه إذا كانت المستنجدة امرأة. إنها قصص نساء محمد عبد العزيز اللائي كان يزج بهن في الصفوف الأمامية للمسيرات من أجل "تفجير العيون" كما كانت تقول أوامر قيادة البوليساريو، بعدما سحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية مقترحها القاضي بتوسيع مهام "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء. ف في هذا "الريبورتاج الكبير" يرصد الزميل عدة أيضا الدور الذي لعبته كل من سلطانة خيا وأميناتو حيدر في الأحداث، هذه الأخيرة التي حولت منزلها في العيون إلى مقر اجتماعات تتخذ فيه القرارات الحاسمة لبوليزاريو الداخل. وقد انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 09 ماي 2013 عملية توزيع العدد 19 ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 10 ماي 2013. كما تنشر "مجلة هسبريس"، في عددها التاسع عشر، تحقيقا قويا ومتميزا من إعداد الزميل خالد ماهر تحت عنوان: "حرب التبويقة بين الإخوة الأعداء"، وهي حرب ضروس ضد المغرب لا تبقي ولا تذر، غير أنها بلا جيوش نظامية ترتدي بزات عسكرية، ولا يقودها جنرالات صدورهم مزينة بالنياشين، الأمر بسيط وقوامه "القرقوبي"، هذه الآفة التي تفد على المملكة عبر تخومها الشرقية والجنوبية، وتغزو مدنها الكبرى متخذة من أبناء أحيائها الهامشية والراقية سوقا لكل أصناف الموت البطيء. في العدد 19 لمجلة "هسبريس" بورتريه للإذاعي الراحل محمد الغربي تحت عنوان: "فارس الأثير"، ورصد لظاهرة مغربية مثيرة اسمها "إني زوجتك نفسي"، وهي عبارة سحرية واحدة تفي بالغرض وتقلب الحرام حلالا، الزميلة زهور باقي، تحدثت إلى طالبات وطلبة طاردهم "شبح" الشهوة فاختاروا "الزواج السري". كذبة "سلفية" يبدعها أصحاب اللحى الممدودة وهن تصدقنها، تبدأ بمشاهد رومانسية بصبغة دينية، وتنتهي بتراجيديا من إخراج رجل "ورع" رفض أن يعترف بفشله في كبح جماح نفسه، وتمثيل فتاة تقاوم العنوسة على سرير قد ينجب أطفالا بلا أسماء. كما تجدون في هذا العدد أيضا تحليلا سياسيا متميزا، من إعداد الزميل عماد استيتو، تحت عنوان "الأغلبية الحكومية.. دقت طبول الحرب"، فقد خرج غسيل الخلافات بين مكونات الائتلاف الحكومي إلى العلن، ودخلت قيادات الأحزاب المكونة له في حرب كلامية لا يبدو أنها سوف تنتهي قريبا، يظهر أن الأمر جدي هذه المرة، وتعديل وزاري يلوح في الأفق، فهل تعيش البلاد أزمة حكومية؟ "مجلة هسبريس" تقرأ الوضع الحكومي الراهن من منظور مكوناته. من جهة أخرى، تنشر مجلة "هسبريس" نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول: "هل تعتقد أن النقابات تقوم بدورها في حماية الشغيلة؟"، إذ صوت 91 في المائة من المشاركين ب"لا"، مقابل 6 في المائة التي أجابت ب"نعم"، وشارك في الاستطلاع أكثر من 26 ألف مغربية ومغربي، وعلق على هذه النتائج في المجلة كل من الكاتب العام للفيدرالية المغربية للشغل، عبد الرحمان العزوزي، ومحمد كافي الشراط، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين. في العدد 19 أيضا ل"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، نبيل ادريوش، وداد بنموسى ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتير التي خصها الفنان خالد كدار لموضوع تحكم جنرالات الجزائر في زعيم البوليزاريو، بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد 18 والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد ال20 ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.