الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه حين يقرأ المرء بعض مايكتب، ولو على عجل ،لأنه لايحتاج إلى كثير إمعان نظر وروية، يستخلص أن ناسا يستيقظون متأخرين ، وكأنهم في واحة لازمام فيها ، ولاقواعد لا للكتابة ولا للقراءة ؛ فهم إما أن يكونوا مغفلين ،أو يريدوا استغفال الناس : فيصدرون كتاباتهم بحزمة من المغالطات والتراهات علهم يصلون بها إلى إقناع الناس بمغالطاتهم ، وهي- مسلمة - عندهم وينكرون على الناس المسلمات ، فواعجباه والعجب هنا لاينقضي فيمن ينكر على الناس فعلا أو قولا أو حتى اعتقادا أو ... فيأتي مثله أو أقبح منه ( عار عليك إذا فعلت عظيم ). ذاك هو حال صاحب مقال " الإسلام والالتباس التاريخي :تاريخ الوهم والمقدس". وكما أسلفت فان القارئ اللبيب لايحتاج إلى كثير من الجهد الفكري أو العلمي ليكشف فجاجة وسماجة بل وسطحية طرح صاحب المقال ،لذلك فلا أطيل على القارئ الكريم للرد عليه ، وإنما اكتفي ببعض التعليقات الموفية بالغرض : التعليق الأول : يجب على صاحب المقال الذي صدر مقاله بعنوان صاغه على شكل مسلمة ألا ينكر على أصحاب المسلمات خصوصا إذا كانوا أسسوها على علم وبحث -على خلاف ما فعل صاحبنا إذ أطلق الكلام على عواهنه – ذلك انه يؤمن بالمسلمات ويناقش بها ، ونفسها لم يفارقه طيلة مقاله ، ويالتيها كانت مؤسسة على علم ورؤيا . التعليق الثاني : إذا كان صاحبنا يتكلم ويكتب داخل دائرة الإسلام وقواعده فيجب عليه الاحتكام إليها ، وهنا وجب عليه ان يخرج من جهل العلم بالأبجديات و الأوليات ، ولو فعل لأعفى نفسه وأعفى معه قارئه يقينا من كثير من المغالطات المساقة في مقاله والمراد إثباتها على اعتبار أنها مسلمات ويقينيات . التعليق الثالث : إن صاحبنا من خلال مقاله يزيد على الناس فضلا عن العلماء في خلاصاته ً العلمية ٌ المراد اقناع الناس بها ،فمن قال إن الخلفاء الراشدين معصومين فضلا عن الصحابة ، ومن قال ان الاسلام ورموزه مقدسون والكل يعلم ان فيهم الصادق والكاذب والمندس و...؛ إن هذا إلا افتراء على الناس وعلى التاريخ ليس إلا وعلى علم نقد الرجال والنصوص عند المسلمين -نعم الصحابة محترمون وعلى رأ س وعين أي مسلم يجري في دمه شيء من الإسلام لكن لاأحد قال بعصمتهم - ؛ولا ادري هل علم صاحبنا او سمع بهذا العلم . هيهات هيهات أن يكون لصاحبنا مسكة من علم بما يسمى عند المسلين ب ٌعلم الحديث ٌ. وهو علم التصفية ، انه علم قطع الطريق على الدجالين و الكذابين والمفترين .وهنا مكمن الخلل والدهشة ،بل ومثار الشفقة والحنين على من يتصدر للكتابة وهو لايعلم قواعد الكتابة ولذا قيل ٌ لو سكت الجاهل لقل الخلاف ٌ وانا أضيف لانعدم الخلاف والله هو العاصم من الزلل ولاعاصم غيره . التعليق الرابع : ويتعلق الأمر هنا مرة أخرى بالعلم بنقد الرجال ، الشئ الذي لاعلاقة لصاحبنا له به ولاعلم له به ، لذلك سمح لنفسه اوٌ سمح لأنظاره العلمية ٌ أن تكتب وكأنه يكتب إنشاء في الإعدادي ، أو في الثانوي ، وقد أراح نفسه من توثيق ما يكتب أو ماتخط يمينه مستغفلا القارئ وأنى له ذلك ؛ وبما أن الأمر كذلك فما اعتقد انه يعلم حين كتب عن أبي هريرة - رضي الله عنه رغم انف الجاحدين - انه لم يكن بدعا في هذا ؛ فقد سبقه أسلافه إلى الافتراء على أبي هريرة والى الازدراء بتاريخه وبتاريخ الصحابة ، كما سبقني أسلافي - مشكورين – إلى المناقشة والرد مطولا على ذالك كله ودحضه ؛ وإنما شفاء العي السؤال والعلم .... ولله الحمد والمنة ولا حاجة للإعادة . التعليق الخامس : يبدو أن صاحبنا - ومن خلال القراءة السريعة فقط لمقاله - لايميز لا بين ٌ الصحاح ٌ وغيرها ، ولا بين المقدس المتحدث عنه، ولربكما حتى بين مفهوم ٌ الصحابة ٌ و ... فصاحبنا من خلال مقاله يظهر انه يعاني من أزمة الخلط والخبط في المفاهيم والمصطلحات ، إلا أن يكون عند ه ذلك مقصودا لذاته، أو لغيره لحاجة في نفس يعقوب . فهذا أمر آخر يتحمل مسؤوليته فيه مع بارئه وبارئ الأكوان جميعا . التعليق السادس : وسأكتفي به - معاملة بالمثل - . ذلك أن مقال صاحبنا يحتوي على خمس فقرات ؛ ولذالك اكتفي بالتعليقات الخمس . أما هذا السادس فا أقدمه لصاحبنا على شكل نصيحة إذا تفضل و قبل بها ، وإذا لم يقبل فعذري أني فعلت . وعليه أقول لك أيها الكاتب ٌ المحترم ً إذا أردت أن تكتب عن شيء فأول قواعد الكتابة والقول عن شيء هو العلم به حتى يمكن تفادي وقوع الغلط في الأبجديات . وبهذا نحترم عقلنا وعقل قارئنا .وعقل القارئ ليس طفلا نلقنه ما نريد سواء أكان صوابا ، أو خطأ . وهذا ما وقع فيه صاحب المقال . وهذا -في اعتقادي -أقل ما يقيم به مقاله حتى لا ندخل في دائرة الاتهام والاتهام المضاد وفي مناقشة النية والنية المضادة . والى لقاء آخر بعون الله، والله المستعان وهو يهدي سواء السبيل