احتياط و تحذير: المقال التالي خيالي لا وجود له بتاتا كما أنه يندرج في إطار الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. سيداتي، سادتي، المقال: " أيها الناس، قدّم جهاز التلفاز لكم برنامجا شيقا يعالج قضية الموازين من إعداد و تقديم إعلامية ناجحة نفيسة الكلام أبدعت و أحسنت الإبداع بالمجان، في محاولة لتوعية الشعب الذي يقاد إلى الهاوية الاقتصادية و غيرها و هو غافل و مستسلم و مهزوم... البرنامج رائع و معدّ بجدية و احترافية و صدق قل نظيره لدى بعض العاملين التافهين في بعض القنوات الرسمية الذين يتقاضون أجورا قيل أنها خيالية مقابل أعمال رديئة جدا. برنامج الإعلامية الناجحة، التي هي إعلامية نفيسة الكلام، عبارة عن مرافعة من أجل الشعب الجاهل المسكين الذي تبذّر أمواله في مهرجان يسمى "موازين" الذي تموّله الشركات العمومية و الشبه عمومية، أما الشركات الخاصة الكبيرة فيقول متتبعون و مهتمون، في البرنامج نفسه، على أنها تبقى مرغمة أو مجبرة على المساهمة في مهرجان "موازين" على شكل تقديم مبالغ مالية قيل أنها غير مستحقة بطريقة مقنّعة أو غير مقنّعة... و الله أعلم. البرنامج يقدم معلومات دقيقة حول المهرجان المدعو "موازين"، تاريخه، "ثقافويته"، الأموال المرصودة له، توقيته، إلى آخره...، بتجرد علمي و بموضوعية مبهرة، كما أن الإعلامية الشابة الناجحة، التي هي إعلامية نفيسة الكلام، حاولت، في إطار تحليلها المنطقي العلمي الموضوعي المحض، البحث عن إيجابيات لمهرجان "موازين" الذي تسلط على البلد كالمصيبة العظمى التي ما بعدها مصيبة، إلا أن قبح المهرجان الشديد انتصر في التحليل ليخرج المشاهدون بالانطباع الحقيقي الساطع التالي: مهرجان موازين له مساوئ و لا إيجابيات له. أما خاتمة البرنامج المذكور الذي اتخذ له عنوان "مهرجان موازين و تبذير المال العام" فهي بكل بساطة رائعة بروعة الذكاء الذي تحلت به الإعلامية الناجحة و الشابة الواعدة، التي لا يمكن أبدا أن تتاح لها فرصة إعداد و تقديم برامج مفيدة على القنوات الرسمية، إلا إذا تخلت على مبادئها و سعيها لإظهار الحقيقة و نصرتها للمظلومين الذين يساقون إلى الهاوية بكل طواعية و استسلام تام مهين. الخاتمة كالتالي: "اللهم اجعل مهرجان موازين في موازين منظميه يوم القيامة"، فمن يا ترى سيقول "آمين" بصدق و من سيتفادى ذلك...؟ جميل. تحية لكل إعلامية نفيسة الكلام تناضل من أجل الحق و الحقيقة و لا تبدّل قناعاتها مقابل أشياء دنيوية زائلة، كمثل ذلك الإعلامي المهاجر "الحر" الذي قيل أنه ظهر برأس مكشوف في برامج ناجحة حرة، و بمجرد أن وعد بالتطرق للقضية الأهم... اختفي عن الأنظار ليس لأنه اعتقل أو سجن، بل ليظهر في ما بعد كمعد لبرامج مستسلمة تافهة في قناة رسمية...-و الله اعلم-، و كذلك هو حال المناضلين الإعلاميين "الثوريين" و المناضلات الإعلاميات "الثوريات" و سائر المناضلين "الثوريين" الآخرين الشباب، و غير الشباب، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، و ثمة سر تخلفها الأبدي. و شكرا على انتباهكم سيداتي سادتي..." استنتاج العبر من هذا المقال الخيالي الذي لا وجود له: المهرجان المدعو "موازين" للرقص و الغناء و أشياء أخرى ينظم في فترة الامتحانات في البلد الذي يعشق التخلف، لأن البلدان التي ينتمي إليها المغنون لا يمكنها أن تنظم مهرجانات في فترة الامتحانات لأنها بلدان تريد الخير لتلامذتها في المدارس و لطلابها في الجامعات، و بالتالي فتلك البلدان لا تشوش عليهم في فترة الامتحانات. التخلف. تعريف: التخلف هو تنظيم مهرجان للموسيقى الصاخبة و الرقص الماجن في فترة الامتحانات نزولا عند رغبة المغنيين الغربيين الذين لا عمل لهم في هذه الفترة بالذات في بلدانهم التي لا يمكنها أن تشوش على التلاميذ في المدارس و الطلبة في الجامعات. أما الأمر الغريب العجيب في البلد فهو أن التشويش لا بد منه. فهناك من يشوش على طلاب العلم في فترة الامتحانات بتنظيم المهرجان المدعو "موازين"، و هناك من "استقل كليّة" و أضحى يشوش على فخامة السيد الرئيس الحكومي الشجاع و لا يترك حكومته تعمل في سلام. طيب. المشوشون كلهم مخطؤون لا شك في ذلك لأنهم لا يحبون الجدية و العمل الجاد، و هذا أمر معروف و الناس في البلد يعالجون المشاكل في ما بينهم. أما أن تأتي "العصيدة الثقافوية" و تتطاول على المشوش رقم واحد في البلد "مسير جوقة المستقلين كليّة" فهذا ما لا يقبله أهل البلد الشرفاء. أولا لأن "العصيدة الثقافوية" أنكرت انتماءها لأهل البلد علانية، و بما أن المشوش رقم واحد في البلد "مسير جوقة المستقلين كليّة" ينتمي لأهل البلد الحبيب، فواجب النصرة ثبت أمام عدو مشترك غريب أعلن عداءه لجميع فئات أهل البلد الحبيب علانية. سيداتي، سادتي، العدو المشترك لكل فئات المجتمع في البلد الحبيب يتجسد في "العصيدة الثقافوية" التي تسب الملة و الدين نهار مساء و لا تحترم أدنى الشروط الإنسانية للعيش وسط المجتمع، و لا تعلن أبدا ثبوتها، كما لو كان عرض البلد الحبيب مستباح لا حامي له. لا، لا، ثم لا. لا حق "للعصيدة الثقافوية" في انتقاد حكومة البلد الحبيب، كما لا حق لها في التشويش على المشوش رقم واحد مسير "جوقة المستقلين كليّة" و لو عبر مجرد مقال بئيس، لأن النقد، و حتى التشويش، من اختصاص المنتمين لأهل البلد الحبيب فقط. إذا فما على "العصيدة الثقافوية" المتكبرة على قيم المجتمع في البلد الحبيب، المبنية على الاحترام رغم الاختلاف، إلا أن تشرب البحر أو أن تجد لها أرضا أخرى للعيش فيها على هوى إبليس اللعين التي تجسده تمام التجسيد، و محال أن تجدها، لأن "العصيدة الثقافوية" خائنة بطبعها، ذلك لأن مهمتها هي الخيانة و إشعال نار الفتنة أينما رحلت أو ارتحلت، و الطبيعة تبغض الخونة و لا تتحملهم في كل بقاع الدنيا. لا. لا حق "للعصيدة الثقافوية" أن تنتقد لا المشوش رقم واحد "مسير جوقة المستقلين كليّة"، و لا حتى "العفاريت و التماسيح"، لأن الكل في البلد الحبيب يحترم قيم المجتمع المبنية على الاحترام إلا "العصيدة الثقافوية" لأنها تكبرت و أعلنت عدم انتمائها لأهل البلد الحبيب بكل فئاته علانية نهارا جهارا. قيقة أن المشوش رقم واحد "مسير جوقة المستقلين كليّة" لم يعترض بعد لما صدر عن " العصيدة الثقافوية" من قلة احترام و قلة حياء تجاه قيم المجتمع و هذا أمر عجيب، و لكن المشوش رقم واحد المذكور سلفا يعد من أهل البلد الحبيب لأنه لم يتنكر لقيم المجتمع السمحة المحترمة للملة و الدين رغم السياسة و رغم كل شيء. التخلف العظيم. تعريف: التخلف العظيم هو الجبن و السكوت على هذيان "العصيدة الثقافوية" المريضة الخائنة الخبيثة الدنيئة الخطير هذيانها. فلتذهب إذا "العصيدة الثقافوية" إلى الجحيم إن شاء الله الواحد الأحد، أو لتعلن ثبوتها إن شاء الله الواحد الأحد. و تحية لكل الأهالي في البلد الحبيب و سخطا سخطا على " العصيدة الثقافوية" التي أعلنت عدم انتماءها للبلد الحبيب بتطاولها و شتمها للملة و الدين، و معلوم أن الشتم و عدم الاحترام في درجاته القصوى لا يطيقه أحد من العالمين. و معذرة على عدم تسمية الأشياء بمسمياتها في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة ما دامت الرواية أدبية إبداعية... و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين و إمام النبيين و آخر المرسلين.