دونما سبب، أصبح الطالب المغربي زياد شعيرات، المنحدر من القنيطرة، على حافة ضياع مشواره الدراسي المُمتدّ على مدى خمْس سنوات، بجامعة نينجي نوفكورد بروسيا، بعدما قررت السلطات الروسية منعه من دخول أراضيها يوم 23 أبريل الماضي، عائدا إليها من زيارة قصيرة امتدّت لأسبوع قضّاه في المغرب، رفقة صديق له من روسيا، ليفاجأ بقرار منعه من دخول الأراضي الروسية بانتظاره في مطار العاصمة موسكو، من دون أيّ سبب. والد الطالب قال في اتصال مع هسبريس إنه تفاجأ لقرار المنع، خصوصا وأنّ ابنه الذي يدرس في السنة الثالثة شعبة الهندسة المعمارية بجامعة نينجي نوفكورد، كان على مدى خمس سنوات يزور المغرب، ويعود إلى روسيا بدون مشاكل، وأنه معروف عنه أنه حسن الخلق، وملتزم، ولم يسبق أن أثار أيّة مشاكل. بعد قرار المنع، طلبت السلطات الروسية من الطالب زياد أن يتّصل بالسفارة الروسية بالرباط، وعندما ذهب والده إلى هناك، حسب ما صرح به لهسبريس، أخبره القنصل أنهم توصّلوا بفاكس من قبل السلطات الروسية، تخبر فيه بقرار منع زياد من دخول أراضيها، دون أن يقدم القنصل أي تفسير لقرار المنع، وطلب من والد الطالب الاتصال بوزارة الخارجية المغربية. سيتوجّه والد الطالب إلى وزارة الخارجية والتعاون، وهناك سيطلبون منه تحرير طلب في الموضوع والانتظار. "حرّرت الطلب وأعطيته للموظف الذي استقبلني، وْلاحو حْداه، ومنذ ذلك الوقت، أي قبل خمسة عشر يوما، لم أتوصّل منهم بأي ردّ ولا جواب، بينما مستقبل ابني الدراسي يوشك على الضياع". يقول والد زياد، ويضيف مطالبا وزير الخارجية والتعاون بالتدخّل شخصيا حتى لا تضيع السنوات التي قضاها ابنه في دراسة الهندسة بروسيا هباء، ويضيع مستقبله. قرار منْع الطالب زياد من دخول الأراضي الروسية لم يثر الخوف لديه ولدى عائلته فحسب، بل أثاره أيضا في نفوس باقي الطلبة المغاربة الذين يدرسون في روسيا، والذين قرر عدد منهم عدم المغامرة بالدخول إلى المغرب إلى أن تنتهي السنة الدراسية، مخافة أن يطالهم قرار المنع من دخول الأراضي الروسية عندما ينزلون من الطائرة في مطار موسكو، كما حصل مع زياد. هناك، في روسيا، تحرّك عدد من أصدقاء زياد، حيث اتصلوا بالشرطة، لمعرفة سبب منعه من دخول التراب الروسي، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، لانتفاء الصفة التي تخوّلهم ذلك، واستشاروا محاميا، لكنه أخبرهم أنه ليس بإمكانه فعل أي شيء ما لم يَعرف سبب المنع، الأمر الذي دفع والد الطالب زياد إلى الالحاح في طلب وزير الخارجية والتعاون بأن يتدخّل شخصيا، حتى يتسنى لابنه العودة لاستكمال دراسته بروسيا، وإنقاذ مستقبله من الضياع.