خبر وفاة عزيز المناضل في صفوف الحركة المطلبية لحاملي الشواهد العليا المغاربة الحائز على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في اللغة العربية وآدابها من جامعة فاس آلمني كثيرا وأخرجني من وجودي المكاني في فرنسا والعودة بي شعوريا إلى منبتي الأصلي المغرب شعور ملئه الحسرة. و ذكرني بسنوات النضال و مقاومة العطالة داخل تنظيمات المعطلين ببلدي الحبيب المغرب، نعم حبيب ،وما استطاع أن ينسيني حبّه عبث العابثين من أولي أمورنا المصيرية، ولا تشوهه الأخلاقي في التعامل مع نخبة من شبابه، وبالرغم من هذا نحب بلدنا، ونقول مع الشاعر العربي : "" كما تحب الأم ابنها المشوّهَا *****أحبها حبيبتي بلادي قبل التخرج بسنة من كلية العلوم سنة 1998 بدأنا التفكير في مستقبلنا العملي بحكم معرفتنا إن الدولة أو المؤسسات المسئولة لم ولن تفكر في أمر آلاف الخريجين من الجامعة المغربية فكان قد اقترحنا على البعض إضافة سنة من التكوين التطبيقي حتى نحصل على تكوين ملائم كما يقولون لسوق الشغل فكان الجواب: ليس هناك إمكانيات !! فبدأنا البحث عن عمل كأي شاب حامل شهادة بعد تجربة فريدة ومليئة داخل الجامعة باللجوء إلى الشركات و المؤسسات الصناعية لكن بدون جدوى، فانخرطنا في صفوف الجمعية الوطنية لحاملي الشواهد . بعد سنتين من النضال والمقاومة محليا وطنيا وعدم رؤية نتائج ملموسة تتحقق في الأفق ارتأينا وقررنا العودة إلى الجامعة قصد استكمال الدراسة في السلك الثالث بعد سنتين من التكوين العالي حصلنا على دبلوم الدراسات العليا المعمقة بعد الحصول على دبلوم عالي في العلوم قلنا سنجد عملا بسهولة بحكم أن فئة قليلة حاصلة على هدا التكوين العالي فقالوا لنا تكوين لا يلاءم سوق الشغل أو ليس هناك مناصب اواواواو ومرة أخرى لجأنا إلى الحركات المناضلة قصد الضغط على من قالوا لنا وأوهمونا، ولا زالوا يقولون ويوهمون. فالتجأنا الى تأسيس مجموعة على غرار المجموعات الموجودة في الساحة، فكان ميلاد مجموعة 2003 للأطر العليا، لم نستسلم سنناضل ونقاوم !! بموازاة النضال ومقاومة العطالة ، كنا نتابع تحضير الدكتوراه فكان لزاما علينا النضال من اجل إيجاد عمل و البحت داخل المختبرات من اجل إيجاد نتائج علمية مع العلم أن هده الأخيرة تتطلب جهدا عقليا وإمكانيات مادية ومعدات تقنية. ما العمل اذن ؟! وما السبيل للحصول على عمل يقينا شر العدول عن مواصلة الدراسة ،والتحصيل على شهادة علمية رغم داء البطالة وأعداء البحث العلمي!! على إثر اتفاقية علمية و ثقافية بين مختبرين من جامعتين مغربية و فرنسية التحقنا بهذا الأخير بفرنسا قصد التمرين و البحت فكان أن حصلنا على التسجيل في الجامعة الفرنسية لإعداد الدكتوراه مناصفة بين الجامعتين فكان دلك بعد ثلاث سنوات من البحت بفرنسا و السياحة بالمغرب ها هي الإجازة والديزا و الدكتوراه و الخدمة فين هي ؟؟!! مرة أخرى نجد أن سوق الشغل في فرنسا و المغرب غير قادر على استيعابنا و إدماجنا بعد سنوات من التحصيل العلمي و سنوات من الإقامة بالمهجر و سنوات من البحت عن العمل و سنوات من البحت عن الكرامة !! بعد هذه السنوات ما هو مآلنا هل البقاء في بلاد الحداثة و الديمقراطية و حقوق الإنسان و الاشتغال في الهامش و القبول بفتات الإنسان الأبيض؟؟ أم العودة إلى الوطن والانخراط مرة أخرى في صفوف المجموعات المناضلة و الباحثة عن كرامتها ووجودها؟؟ وهل سيكون مصيرنا مثل مصير الشهيد عزيز الموت على أيدي القابضين على أمورنا و أمور المستضعفين من شعبنا؟؟ ابق هناك حذار أن تعود لا يوجد شيئا عمله هنا هنا آلاف من المعطلين سافر إلى بلد تُحترم فيها المؤهلات و الكوادر.... هدا كلام نسمعه من أصدقائنا، عائلاتنا، أساتذتنا، سياسيينا، مثقفينا، فتساءلنا بوعي وليس بعفوية هذه المرة، هل السفر و الهروب سيحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟؟ نقول: لا و ألف لا !!! هل ممكن للكوادر والمؤهلات و الدبلومات الدفع بالقائمين الحاكمين المستبدين التنازل عن استبدادهم و فتح المجال للإبداع والخلق والبناء نقول ممكن !! وذلك بدعوة شباب المجتمعات المقهورة من طرف حكامها وبرجوازييها ومتسلطيها أن يقولوا : لا للقهر لا للحرمان !! كفاية!! وباراكا!! بدعوة كهول الأمة و الذين خربوها و ساهموا في تخلفها أن يرفعوا أيديهم عن هؤلاء الشباب. بدعوة رؤساء الأحزاب و أعضائها ومثقفيها ورموزها ومفكريها، إن بقي في الأحزاب مفكر- لا أعرف أسألكم إخواني مغاربة الداخل- المهم الدخول في معارك البناء والتشييد بناء الإنسان و تشييد تنظيمات قوية لا مهادنة لا مستسلمة.. بدعوة الحركات الإسلامية ومؤسسيها ومريديها وأعضاءها الدفاع عن الإنسان وتلانتصار للحرية ، والمساهمة في تنوير وإحياء الأمة.. بدعوة الذين يريدون أن يقولوا ولا يفعلوا، نقول لهم : نحن آتون.. آتون.. آتون ....!!! *دكتور في الكيمياء من فرنسا.