ثلاث ساعات كانت كافية لتأتي النيران على واحدة من أكبر المعالم التاريخية بالمغرب، فقد نتج عن تماس كهربائي، بالمسجد الاعظم بتارودانت الذي يعود عهده الى العصر السعدي، اشتعال نيران قوية لم يشاهد أهل المنطقة مثلها. وما بين الساعة الخامسة من صباح اليوم والساعة الثامنة، فقد المغرب إحدى مآثره الكبرى، مفخرة سوس، الجامع الكبير الذي يعد أحد المراكز العلمية الاشعاعية الخطيرة والتي لعبت دورا كبيرا في مختلف مراحل تاريخ المغرب. وفي اتصال هاتفي مع المؤرخ نور الدين صادق المختص في تاريخ المنطقة، قال " ثلاثة ساعات كانت كافية لاحتراق المسجد بكامل والتهمت صومعته النادرة ويعد الجامع الكبير بتارودانت من أكبر المساجد التاريخية بالمغرب حيث لعب دورا علميا وسياسيا كبيرا، تخرج منه علماء كبار ساهموا في الحركة العلمية والفقهية المغربية، كما أن المسجد تبوأ مكانة خاصة لدى سكان الجنوب المغربي فهو الموقع الذي ظل قرونا طويلة مكانا رسميا للبيعة، وملتقى لاجراء الصلح بين القبائل" وبخصوص تاريخ بناء المسجد يقول المختص في تاريخ المنطقة إنه "يعود إلى أكثر من خمسة قرون أما نقوشه التي دمرتها النيران فلا تضاهيها نقوش سوى نقوش جامع القرويين، حيث يلاحظ ملامح المعمار الاندلسي بادية على جدرانه،" يُفيد صادق. وقد تجندت كل المصالح الامنية والوقائية من أجل ايقاف النيران لكن طبيعة بناء المسجد واعتماد اركانه وسقفه على الخشب حالت دون التدخل بنجاعة لايقاف النيران وهو ما جعل كل المحاولات تتم من خارج المسجد كما وصف ذلك شهود عيان لجريدة هسبريس، الذين أضافوا أن أجزاء من المسجد تهاوت، تحت ألسنة اللهب بعدما انتقلت إلى أساسات البناء٬ مؤكدين أن الحريق لم يخلف خسائر في الأرواح.