قال المصطفى كرين، نائب الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة سابقا، إنه يعتزم مقاضاة محمد خليدي الأمين العام لذات الحزب، بسبب ما اعتبرها خروقات قانونية شابت تنظيم خليدي للمؤتمر الوطني للحزب يوم الأحد 21 أبريل المنصرم بالرباط. وأوضح كرين "أن المؤتمر الذي عقده خليدي، لم يكن يتوفر على لجنة تحضيرية، ولم تُنظّم لأجله مؤتمرات محلية لانتخاب مندوبي المؤتمر، فضلا عن رفضه هيكلة الحزب، الذي منذ تأسيسه في عام 2005، يشتغل دون مجلس وطني". واعتبر نائب الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة سابقا، أن غالبية المُؤتمرين المشاركين والمصوتين في المؤتمر الوطني الثاني للنهضة والفضيلة، لايتوفرون على الأهلية، لأنه تم "جمعهم من هنا، وهناك لملأ قاعة مسرح محمد الخامس"، مضيفا "ولمكان انعقاد المؤتمر دلالة سيميائية، توحي بأن خليدي اكترى جمهورا لمتابعة مسرحية هزلية، تسمى مؤتمر حزب ترشح فيه رئيسه ضد نفسه، ليخلف خليدي خليدي"، يقول كرين متهكما، قبل أن يصفه خليدي بالشخص الذي يعشق ممارسة السياسة بطريقة "ستالينية". وتابع كرين" بعثت إلى خليدي، انذارا قضائيا، عبر مفوض قضائي أخبره فيه بترشيحي لمنصب الأمانة العامة للحزب، إلا أنه تجاهل ذلك، في ضرب لأبسط المساطر القانونية، ليتم انتخابه بطريقة رفع الأيدي، في مواصلة مسلسل سوريالي، يتناقض مع مَغرب الحداثة والديموقراطية، لم يعد فيه مكان لممارسات "ما قبل الحرب الباردة". وفي السياق نفسه، انتقد كرين، مشاركة السلفيين في ما نعته بالعبث الديموقراطي، وخاطبهم قائلا "إذا كنتم تجعلون من القدوة منهجا لكم، فكيف تقتدون في السياسة بشخص لا يحترم الديموقراطية"، ، مشيرا إلى أن قرار ادماج السلفيين في الحياة السياسية عن طريق حزب النهضة والفضلية، يحمل اكثر من سؤال، " ، مؤكدا بان مشكل ما يسمى بالسلفيين، لا يجب اختزاله في العمل الحزبي، لأن له أبعادا اجتماعية، ونفسية، واقتصادية، "والمطلوب تأهيل هذه الفئة من المواطنين، فكريا واجتماعيا وترك المجال لهم بعد ذلك لاختيار الانضمام الى الأحزاب التي يريدون، عوض فرض حزب واحد عليهم". إلى ذلك، من المرتقب أن يعقد كرين، رفقة مجموعة من الغاضبين، ندوة صحفية بالرباط الأسبوع المقبل، لشرح أسباب لجوئهم إلى القضاء والطعن في المؤتمر الوطني الأخير لحزب النهضة والفضيلة. وتعليقا على الموضوع قال محمد خليدي في اتصال هاتفي مع هسبريس إن كرين سبق أن صدر في حقه قرار تأديبي داخل الحزب يقضي بتجميد عضويته وتجريده من المسؤولية، منذ سنة 2007 "وعليه أن يراجع أوراقه أولا ووضعيته ازاء الحزب"، مؤكدا أن المؤتمر الوطني للنهضة والفضيلة مر في أجواء عادية وقانونية تم فيها إخبار السلطات المعنية وحضر فيه المؤتمرون من مختلف فروع الحزب. وأضاف خليدي أنه لن يمنع أيا كان من التعبير عن رأيه بخصوص الحزب أو مؤتمره الوطني، ولكن يجب أن يكون التعبير وفق الضوابط الداخلية للحزب، مبينا أن من حق كرين أو غيره من العدد القليل الذي يُنسق معه أن يذهبوا إلى القضاء إذا شاؤوا ذلك.