رفع المشاركون في مسيرة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بمناسبة العيد العالمي للعمال الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة، شعارات ضد الفساد والاستبداد، مؤكدين رفضهم لعرقلة الإصلاح من قبل بعض القوى المعادية، على حد تعبير المشاركين في المسيرة، التي عرفت حضور الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الاله بنكيران. المسيرة التي انطلقت من شارع أبي شعيب الدكالي، بالدار البيضاء، حوالي الساعة العاشرة صباحا، دعا فيها نقابيو الاتحاد الوطني للشغل، حكومة بنكيران، إلى مزيد من الجهد وخصوصا في عدد من القطاعات وعلى رأسها الإعلام الذي رفض المتظاهرون وقوفه ضد الحكومة، وخصوصا القناة الثانية التي كان لها النصيب الأوفر من شعارات الشجب والاستهجان. وفي هذا السياق أكد محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن نقابته ستظل وفية دوما لخطها ونهجها الثابت القائم على معادلة " الواجبات بالأمانة والحقوق بالعدالة "، مضيفا "سنقول للحكومة كلما اقتضى الحال أخطأت إذا أخطأت، وأن نستعمل كل الوسائل النضالية المشروعة للفت انتباهها أو انتباه المؤسسات العمومية أو المقاولات من أجل تأدية حقوق الطبقة العاملة واحترام القانون وتنفيذ التعهدات والالتزامات". وأوضح يتيم، "سنلجأ إلى كل الوسائل المشروعة للدفاع عن الشغيلة لأن ذلك هو دورنا كمنظمة نقابية ولا خير فينا إن لم نقم به"، داعيا الحكومة بحضور رئيسها عبد الإله بنكيران، إلى أجرأة ما تم التوافق عليه على مستوى اللجنة العليا للتشاور من قواعد لمأسسة الحوار الاجتماعي. وشدد الكاتب العام للذراع النقابيّة للPJD، على الحوار باعتباره فضيلة تقوم على تحمل كل الأطراف مسؤوليتها الوطنية والتاريخية تجاه كثير من القضايا الكبرى التي سترهن مستقبل المغرب والوضع الاجتماعي لعقود، مشيرا أن منهج نقابته قائم على أن "أبغض الحلال عندنا الإضراب لا مع هذه الحكومة ولا مع سابقتها" . يتيم قال إن هناك عدة مطالب تحتاج إلى إرادة سياسية وقرار سياسي ولا تحتاج بالضرورة دوما إلى تكلفة مالية، مشيرا أن "الحكومة الحالية لها من التفويض الشعبي ومن الثقة الشعبية ما يجعلها قادرة كي تقبل بجرأة على إنجاز عدد من الإصلاحات الهيكلية التي سيكون لها عائد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حاضر ومستقبل الشغيلة والمجتمع عامة". وأكد يتيم انخراط نقابته "غير المشروط في الأوراش الإصلاحية ذات الطبيعة الاجتماعية، محذرا مما اعتبره "محاولة البعض استغلال الورقة الاجتماعية والمطلبية وبعض المطالب الفئوية من أجل إجهاض تجربة الإصلاح والتشكيك في مسار الانتقال الديمقراطي"، قبل أن يشير أنه "لن يضع بيضه مع البيض الفاسد ولا يمكن أن يسمح بالركوب المشبوه على بعض المطالب الفئوية أو بعض الملفات التي تحملت مسؤولية الفشل في تدبيرها عائلات سياسية سبقت إلى تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام أو الاستيقاظ النضالي المتأخر بعد فترة غيبوبة وسبات طويل، أو من قبل كائنات سياسية نشأت من رحم التحكم" يورد الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. "نقول وبكل وضوح أن المرحلة تقتضي من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وعيا واضحا بدوره ورسالته في دعم التجربة الإصلاحية التي دخلها المغرب من زاوية مسؤوليته الوطنية ووعيه التاريخي بحساسية المرحلة"، يقول يتيم الذي أضاف، أن "الدعم الذي لا يفيد التماهي مع التجربة بقدر ما يفيد دعما واعيا ونقديا واقتراحيا من أجل الإسهام في تطوير التعاطي الحكومي مع المطالب الاجتماعية الموضوعية".